بالعمل على ما رسمه الله في كلامه لنبيه ﷺ وسار عليه أصحابه من خلفه، والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.
فالقرآن هو الصراط المستقيم، والهدي القويم، ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى لّلمتّقين﴾ فمن عمل به أجر، ومن تمسك به عصم، ومن سار على نهجه سعد في الأولى والآخرة.
١ - فعن أبي أمامة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه»[رواه مسلم ٨٠٤].
٢ - وعن النواس بن سمعان ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجّان عن صاحبهما»[رواه مسلم ٨٠٥].
٣ - وعن عثمان بن عفان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:
«خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه»[رواه البخاري ٥٠٢٧].
فمن هذه الإرشادات النبوية الجلية يتضح أن كلام الله - تعالى - أصدق شافع عند الله الكريم، وشفاعته لا ترد في هذا الموقف العظيم، وياله من موقف لا ينفع فيه مال ولا بنون ﴿إلاّ من أتى الله بقلب سليم﴾ عمّره صاحبه بتلاوة القرآن، وأعمل بدنه في العمل بالقرآن، وجاهد في الله حق جهاده على سند القرآن، فذلك هو المكّرم يوم الدين، تأتي سورة البقرة وآل عمران في مقدمة القرآن تحاجّان عن صاحبهما، وأكرم بهما من حجة بالغة، وشفاعة مقبولة عند المولى الكريم.
﴿فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدّنيا إلاّ متاع﴾