قتادة، وأبي هريرة، وآخرين، منهم أنس وهو عند الحاكم في المعرفة، والتيمي في ترغيبه من حديث معبد بن خالد بن أنس عن جده، وبهذه الطرق يقوى الحديث، وإن كانت مفرداتها كما أشرنا إليه ضعيفة، ولذا انتقد شيخنا وشيخه رحمهما اللَّه الحكم عليه بالوضع.
٥١ - حديث: إذا أحببتموهم فأعلموهم، وإذا أبغضتموهم فتجنبوهم، أما الشق الأول فهو معنى الحديث الذي بعده، ولذا قال صلى اللَّه عليه لمعاذ: إني أحبك (١)، وأما الثاني فلا أعلمه، وليس هو بصحيح على الإطلاق.
٥٢ - حديث: إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه، البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود واللفظ له، والترمذي، والنسائي، وآخرون، كلهم من حديث ابن عبيد عن المقدام بن معدي كرب به مرفوعاً، ولفظ البخاري: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه أحبه، ولفظ الترمذي: فليعلمه إياه. وقال النسائي "ذلك" بدل: إياه، وصححه ابن حبان، والحاكم، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح غريب، زاد بعضهم: ثم ليزره، ولا يكونن أول قاطع، وفي لفظ للطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمر فليخبره فإنه يجد مثل الذي يجده له، وفي آخر عند غيره عن أبي ذر فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه، وفي الباب عن أنس وأبي سعيد وآخرين منهم من لم يسم، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد من حديث مجاهد، قال: لقيني رجل من الصحابة فأخذ بمنكبي من ورائي قال: أما إني أحبك، قال: أحبك الذي أحببتني له، فقال: لولا أن رسول اللَّه ﷺ قال: إذا أحب الرجل الرجل فليخبره أنه أحبه ما أخبرتك، قال: ثم أخذ يعرض عليَّ الخِطبة، قال: أما إن عندنا جارية إلا أنها عوراء.
٥٣ - حديث: إذا أراد اللَّه إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم، حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، أبو نُعيم في تاريخ أصبهان، ومن طريقه الديلمي في
(١) فقل دبر كل صلاة: اللَّهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك. رواه أبو داود وغيره، ونرويه مسلسلاً بقول كل راو إني أحبك فقل، وهو حديث صحيح.