للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

اللَّه، وقال: القلت الهلاك، وعند الديلمي أيضاً بسنده إلى أبي هريرة رفعه: لو يعلم الناس ما للمسافر لأصبحوا وهم على ظهر سفر، إنّ اللَّه بالمسافر لرحيم، وكلها ضعيفة.

٨٩٧ - حديث: لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة، الترمذي من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رفعه به، وقال: صحيح غريب من هذا الوجه، وهو من هذا الوجه عند الطبراني وأبي نُعيم ومن طريقهما أورده الضياء في المختارة، ورواه ابن ماجه والحاكم في مستدركه من طريق أبي يحيى زكريا بن منظور حدثنا أبو حازم به ولفظه: كنا مع رسول اللَّه بذي الحليفة، فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها، فقال: أترون هذه هينة على صاحبها، فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على اللَّه من هذه على صاحبها، ولو كانت الدنيا تزن عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها قطرة أبداً، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وهو متعقب، فابن منظور ضعيف، ولو صحح الحديث (١) لكان متوجهاً، ففي الباب عن ابن عمر أخرجه القضاعي من حديث أبي جعفر محمد بن أحمد أبي عون حدثنا أبو منصور عن مالك عن نافع عنه رفعه بجملة، لو كانت الدنيا فقط. لكن بلفظ: شربة ماء، بدل: قطرة أبداً، وعن أبي هريرة أشار إليه الترمذي.

٨٩٨ - حديث: لو كانت الدنيا دماً عبيطاً كان قوت المؤمن منها حلالاً [*]، لا يعرف له إسناد، ولكن معناه صحيح، فإن اللَّه لم يحرم على المؤمن ما يضطر إليه من غير معصية.

٨٩٩ - حديث: لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، قال شيخنا: هو موضوع، وإن كان يجري على الألسنة مرفوعاً، وممن صرح بكونه باطلاً موضوعاً أبو عبد اللَّه ابن القيم في الهدي النبوي ولم أره في الطب النبوي لأبي نُعيم مع كثرة ما فيه من الأحاديث الواهية، قلت: ومن الباطل في الأرز ما عند الديلمي من رواية الحارث الأعور عن علي رفعه: الأرز في الطعام كالسيد في القوم، والكراث في البقول بمنزلة الخبز، وعائشة كالثريد وأنا كالملح في الطعام، وفيه يعقوب بن الحسن الفسوي راويه عن ابن وهب، وكذا ما عنده من حديث صهيب مرفوعاً بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة


(١) يعني أن الحديث صحيح باعتبار طرق أخرى، وإن كان سند الحاكم ضعيفاً.

[*] (تعليق الشاملة): قال العجلوني «كشف الخفاء» (٢/ ١٥٩):
«وقال الزركشي لا أصل له وتبعه في الدرر، وقال النجم هو من كلام الفضيل بن عياض وذلك لأن المؤمن لا يأكل إلا عن ضرورة، ويقرب منه قول نجم الدين الكبري «الذكر يقطع لقيمات الحرام».
والعبيط بالعين المهملة والموحدة، ففي القاموس لَحْمٌ ودَمٌ وزَعْفَرانٌ عَبيطٌ بَيِّنُ العُبْطَةِ، بالضم: طَرِيٌّ
وقال ابن الغرس: عبيطا هو بالعين المهملة أي طريا» ا هـ.
قال السيوطي «الحاوي للفتاوي» (١/ ٤٦١) عن قول نجم الدين «الذكر يقطع لقيمات الحرام»:
وما ذكره الشيخ جار على القواعد، ومحمله على لقيمات يسيرة كما أشار إليه الشيخ بقوله: لقيمات - بالتصغير - يأكلها الإنسان في وقت غلبة الحرام على الدنيا، كما في زماننا هذا، فإن ذلك يباح له من حيث الشرع، كما نص عليه ابن عبد السلام وغيره أنه لو عم الحرام الدنيا جاز للمسلم أن يأكل منه قدر القوت، كما يباح للمضطر أكل الميتة، وفي معناه قيل: لو كانت الدنيا دما عبيطا كان قوت المؤمن منها حلالا، ومع كونه مباحا من حيث الشرع فإنه يورث ظلمة في القلب ﴿قل لا يستوي الخبيث والطيب﴾ [المائدة: ١٠٠] فالذكر ينوره ويمحق تلك الظلمة كما أن الدواء يذهب الأخلاط المتولدة من الغذاء المذموم ويقطعها ﴿إن الحسنات يذهبن السيئات﴾ [هود: ١١٤]» ا هـ
ونحوه ذكره الهيتمي في «الفتاوى الحديثية» (ص ١١٩)