ما استدبرت: الظاهر أن النهي عن إطلاقها فيما لا فائدة فيه، وأما من قالها متأسفاً على ما فات من طاعة اللَّه تعالى أو ما هو متعذر عليه منها ونحو هذا فلا بأس به، وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث وفيه غير ذلك، وترجمة البخاري في التمني بما يجوز من اللو قد يشير لذلك، واللَّه الموفق.
٨٩٢ - حديث: لو صدق السائل ما أفلح من رده، وروي كما قال ابن عبد البر في الاستذكار، من جهة جعفر بن محمد عن أبيه عن جده به مرفوعاً، ومن جهة يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رفعه أيضاً: لولا أن السؤال يكذبون ما أفلح من ردهم، وحديث عائشة عند القضاعي بلفظ: ما قدس، قال ابن عبد البر: وأسانيدها ليست بالقوية، وسبقه ابن المدائني فأدرجه في خمسة أحاديث قال: إنه لا أصل لها، وكذا رواه العقيلي في الضعفاء من حديث عائشة وابن عمر وقال: إنه لا يصح في هذا الباب شيء، وعند الطبراني بسند ضعيف أيضاً من حديث أبي أمامة مرفوعاً: لولا أن السائلين يكذبون ما أفلح من ردهم.
٨٩٣ - حديث: لو عاش إبراهيم لكان نبياً، قال النووي في ترجمة إبراهيم من تهذيبه: وأما ما روي عن بعض المتقدمين لو عاش إلى آخره فباطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم، ونحوه قول ابن عبد البر في تمهيده: لا أدري ما هذا فقد ولد نوح ﵇ غير نبي ولو لم يلد النبي إلا نبياً لكان كل أحد نبياً لأنهم من ولد نوح ﵇ انتهى. قال شيخنا: ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى، وكأنه سلف النووي، وقد قال شيخنا أيضاً عقب كلام النووي: إنه عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة قال: وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فقال في إنكاره ما قال، وجوابه أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا يظن بالصحابة الهجوم على مثل هذا بالظن، قلت: والطرق الثلاثة أحدها: ما أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث ابن عباس قال: لما مات إبراهيم ابن النبي ﷺ قال: إن له مرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صديقاً نبياً، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط وما استرق قبطي، وفي سنده أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي وهو ضعيف، ومن طريقه أخرجه ابن منده في المعرفة وقال: إنه غريب.