للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أَوْ) تغيَّر (بِمَا لَا يُخَالِطُهُ؛ كَالْعُودِ)، والمراد به العُود القَماري بفتح القاف، منسوب إلى قَمار، موضع من بلاد الهند، (وَالْكَافُورِ)، هو المشموم من الطِّيب، (وَالدُّهْنِ) الطَّاهرِ على اختلاف أنواعه؛ لأنَّه تغيَّر مجاورة (١)، أشبه المتغيِّر بجيفة بقربِه.

وفيه وجه: يصير طاهرًا، اختاره أبو الخطَّاب.

وأطلق في «المحرر» الخلافَ.

ومفهوم كلامه في «المُغْنِي» و «الشرح»: إن تحلَّل من ذلك شيء فطاهر، وإلَّا فطهور، فلو خالط الماء بأن دقَّ أو انماعَ (٢) فأقوال.

(أَوْ) تغيَّر (بِمَا أَصْلُهُ الْمَاءُ؛ كَالْمِلْحِ الْبَحْرِيِّ)، وهو الماء الذي يرسل على السِّباخ فيصير ملحًا؛ لأنَّ المتغيِّر به منعقد (٣) من الماء، أشبه ذَوبَ الثَّلج.

واقتضى ذلك: أنَّ الملح المعدنيَّ ليس كذلك، وهو صحيحٌ صرَّح به في «المُغْنِي» وغيره؛ لأنَّه خليط مستغنًى عنه، غير منعقد من الماء، أشبه الزعفران.

وقيل: لا يسلبُه الطَّهورية؛ لأنَّه كان في الأصل ماء، ولهذا يذوب بالنَّار.

(وَمَا تَرَوَّحَ بِرِيحِ مَيْتَةٍ إِلَى جَانِبِهِ) بغير خلافٍ نعلمه؛ لأنَّه تَغَيَّرَ مجاورةً.

(أَوْ سُخِّنَ بِالشَّمْسِ)، نصَّ عليه من غير كراهة (٤)، وقال في رواية أبي طالب (٥):


(١) في (أ): بمجاورة، وفي (ب): عن مجاورة.
(٢) في (ب): فلو خالطه الماء [ … ] أو ماع. وفي (ز): فلو خالطه الماء بأن دق أو أماع.
(٣) في (أ) و (و): ينعقد.
(٤) ينظر: مسائل ابن منصور ٢/ ٤٥٦.
(٥) هو أحمد بن حميد، أبو طالب المشكاني، روى عن الإمام أحمد مسائل كثيرة، وكان الإمام أحمد يكرمه، ويعظمه، ويقدمه، وكان رجلاً صالحًا، فقيرًا صبورًا على الفقر، توفي سنة ٢٤٤ هـ. ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٣٩، المقصد الأرشد ١/ ٩٥.