للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أهل الشَّام يروون فيه شيئًا لا يصحُّ)، واختاره النَّووي (١).

وقال أبو الحسن التَّميمي (٢): يكره المُشَمَّس قصدًا، وش (٣)، وقال: (لا أكرهه إلَّا من جهة الطِّبِّ) (٤)، ورَوَى في «الأمِّ» عن عمرَ أنَّه قال: «لا تَغتَسِلوا بالماء المُشَمَّس؛ فإنَّه يُورِث البرصَ» (٥)، وروى الدَّارقطنيُّ عن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول وقد سخَّنتُ (٦) ماءً في الشَّمس، فقال: «لا تَفعَلي يا حُمَيراءُ؛ فإنَّه يُورِث البرصَ» (٧).

وشرطه عندهم: أن يكون ببلاد حارَّة، وآنية مُنطبِعة؛ كنحاس، لا خَزَفٍ.

ولا يُشْتَرط تغطيةُ رأسِ الإناء، ولا قصدُ التَّشْميسِ على الأصحِّ.

وإن بَرَدَ؛ زالت الكراهة على الأصحِّ في زيادة «الرَّوضة» (٨).


(١) في (ب): الثوري. وينظر: المجموع للنووي ١/ ٨٧.
(٢) هو عبد العزيز بن الحارث بن أسد، أبو الحسن التميمي، صنف في الأصول والفروع والفرائض، وصحب أبا القاسم الخرقي، وغلام الخلال، وله مصنف اسمه: اللطيف الذي لا يسع جهله، توفي سنة ٣٧١ هـ. ينظر: طبقات الحنابلة ٢/ ١٣٩.
(٣) ينظر: الحاوي الكبير ١/ ٤١، البيان للعمراني ١/ ١٣.
(٤) ينظر: الأم للشافعي ١/ ١٦.
(٥) أخرجه الشافعي في الأم (١/ ١٦)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (١٢)، عن عمر موقوفًا، وفي إسناده صدقة بن عبد الله، ضعيف عند الجمهور، وإبراهيم بن محمد، وهو متروك عند جمهور المحدثين كما قال الذهبي.
وأخرجه الدارقطني (٨٨)، والبيهقي في الكبرى (١٣)، من طريق آخر، وفيه حسان بن أزهر، قال المزي فيما نقله عنه الزركشي: (إنه يجهَّل، وإنَّه لم يدرك عمر)، وقال ابن حجر في الدراية: (وأخرجه الشافعي موقوفًا على عمر بإسناد ضعيف، وأخرجه الدارقطني وابن حبان في الثقات من وجه آخر أصلح منه). ينظر: الدراية ١/ ٥٥، سبل الهدى والرشاد ٨/ ٨.
(٦) في (أ): شمست.
(٧) أخرجه الدارقطني (٨٦)، والبيهقي (١٤)، وفيه خالد بن إسماعيل وهو متروك، قال البيهقي: (لا يصح).
(٨) قوله: (وشرطه عندهم) إلى قولهم: (في زيادة «الرَّوضة») ذكر في (أ) و (و) بعد قوله: (من جهة الطب).