للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأوَّل أَوْلَى؛ لأنَّ شرفَه لا يلزم منه ذلك؛ كالماء الذي نبع من بين أصابع النَّبيِّ (١)، وكالنِّيل والفرات؛ فإنَّهما من الجنَّة (٢)، وقول العبَّاس محمول على من يضيِّق على الناس (٣) بشرابه (٤).

وكونه من منبع شريف لا يمنع منه؛ كعين سُلوانَ (٥)، اللَّهمَّ إلَّا أن يقال: له خصوصيَّة انفرد بها، وهو كونه يُقتات به كما أشار إليه أبو ذر في بدء إسلامه (٦).

وفي «التلخيص»: أنَّه لا يُكره الوضوء به، فدلَّ على أنَّ إزالة النَّجاسة به (٧) تكره، وجزم به في «الوجيز».

وذكر الأَزَجي في «نهايته» (٨):


(١) فيه أحاديث منها: حديث أنس أخرجه البخاري (٢٠٠) ومسلم (٢٢٧٩)، وحديث جابر يوم الحديبية عند البخاري (٣٥٧٦) ومسلم (٣٠١٣).
(٢) أخرجه مسلم (٢٨٣٩)، من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : «سيحان وجيحان، والفرات والنيل، كلٌّ من أنهار الجنة».
(٣) في (أ) و (ب): (الشُّرَّاب).
(٤) قوله: (بشرابه) سقط من (ب) و (ز).
(٥) هي عين في وادي جهنم، في أصل جبل بيت المقدس، ماؤها ماء قليل. ينظر: مراصد الاطلاع ٢/ ٩٧٧.
وروى ابن الجوزي في فضائل القدس (ص ٩٧)، بإسناده عن بشر بن بكر، عن أم عبد الله، عن أبيها، أنه قال: «من أتى بيت المقدس؛ فليأت محراب داود، فليصل فيه، وليسبح في عين سلوان؛ فإنها من الجنة»، وفي إسناده من لا يُعرف.
وروى ابن النجار في الدرة الثمينة (ص ٨٨)، بإسناده: أن الخضر سكن ببيت المقدس، وأنه كان يغتسل من عين سلوان.
(٦) أخرجه البخاري (٣٨٦١) ومسلم (٢٤٧٣)، من قول أبي ذر : «ولقد لبثت يا ابن أخي ثلاثين، بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم»، واللفظ لمسلم.
(٧) قوله: (به) سقط من (ز).
(٨) هو يحيى بن يحيى الأزجي الفقيه، ولا يعرف عنه أكثر من ذلك، قال ابن رجب: (وقد ذكر في كتابه: أنه قرأ بنفسه على ابن كليب الحراني، ولم أعلم له ترجمة، ولا وجدته مذكورًا في تاريخ، ويغلب على ظني: أنه توفي بعد الستمائة بقليل)، وله من المصنفات: نهاية المطلب في علم المذهب، ولا يعرف له غيره. ينظر: ذيل الطبقات ٣/ ٢٤٨.