للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«الوجيز»، حتَّى ماء زمزم في رواية، ورجَّحها المجد (١)، وهو قول أكثر العلماء؛ لقول علي: «ثمَّ أفاضَ رسول الله ، فدعا بسَجْلٍ من ماءِ زمزم، فشربَ منه وتوضَّأ» رواه عبد الله بن أحمد بإسناد صحيح (٢).

ويُكره في أخرى، نصَّ عليه (٣)، وذكر القاضي أبو الحسين أنَّها أصحُّ، وقدَّمها أبو الخطَّاب (٤). واحتجَّ أحمد بما رُوي عن زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ قال: رأيت العبَّاس قائمًا عند زمزم يقول: «ألا لَا أُحِلُّه لمغتسل، ولكنَّه لكلِّ شارب حِلٌّ وبِلٌّ» (٥).

وروى (٦) أبو عبيد في «الغريب»: أنَّ عبد المطلب بن هاشم قالَ ذلك حين احتفرَه (٧).


(١) هو عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن عبد الله الخضر، ابن تيمية الحراني، مجد الدين، أبو البركات، تفقه على الفخر ابن المني والحلاوي وغيرهما، من مصنفاته: المحرر، وشرح الهداية، توفي سنة ٦٥٢ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٢٩١، ذيل الطبقات ٤/ ١.
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (٥٦٤) مطولاً، وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١١٣٠)، وحسَّن إسناده ابن حجر، وقال الشوكاني: (إسناده مستقيم). ينظر: الفتح ١/ ٢٤٠، نيل الأوطار ١/ ٣٢، وحسنه الألباني في الإرواء ١/ ٤٤.
(٣) ينظر: مسائل صالح ٣/ ٨١.
(٤) هو محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذاني، أبو الخطاب البغدادي، أحد أئمة المذهب، تفقه على أبي يعلى، من مصنفاته: الهداية، والانتصار في المسائل الكبار، ويسمى أحيانًا بالخلاف الكبير، ورؤوس المسائل ويسمى بالخلاف الصغير، والعبادات الخمس، والتمهيد في أصول الفقه، توفي سنة ٥١٠ هـ. ينظر: ذيل الطبقات ١/ ٢٧١، المنهج الأحمد ٣/ ٦٢.
(٥) أخرجه أحمد كما في العلل (١٩٥٠)، وأبو عبيد في غريب الحديث (٥/ ٣١)، والأزرقي (٢/ ٦١)، والفاكهي في أخبار مكة (١١٥٤)، عن زر بن حبيش قال: سمعت العباس وذكره. وصحح الحافظ ابن كثير إسناده في البداية والنهاية ٣/ ٣٤٢.
(٦) في (ب) و (ز): رواه.
(٧) لم نقف عليه في غريب الحديث، وقد روى الخبر الفاكهي في أخبار مكة (١٠٦٢)، والأزرقي في أخبار مكة (٢/ ٤٢).