للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعُلم منه (١): أنَّه لا فرق بين العمد والسَّهو؛ كما جزم به الأصحابُ؛ لوجود المبطِل.

وعنه: لا تَبطُل (٢) بالسَّهو، اختاره المجْدُ.

وعلى الأوَّل: يحتاج إلى الفرق بين الأقوال والأفعال؛ لأنَّه إذا تكلم ساهيًا؛ فيه الخلافُ، بخلاف الفعل؛ إذ القول أخفُّ من الفعل، بدليل أنَّها تَبطُل بتَكرار السُّجود دون تَكرار الفاتحة.

(إِلاَّ أَنْ يَفْعَلَهُ مُتَفَرِّقًا)؛ فلا تَبطُل به (٣) ولو طال المجموعُ، لا كلُّ عَمَلٍ منها، «لأنَّه أمَّ النَّاسَ في المسجد، فكان إذا قامَ حملَ أمامةَ بنتَ زينبَ، وإذا سجدَ وضعَها» رواه مسلمٌ، وللبخاريِّ نحوُه (٤)، «وصلَّى على المنبر، وتكرَّر صعودُه ونزولُه عنه» متَّفَقٌ عليه (٥)، وأخَذَ الحسنَ والحُسينَ في كلِّ الرَّكعات متفرِّقًا (٦).


(١) قوله: (منه) سقط من (أ).
(٢) في (ب) و (د) و (و): يبطل.
(٣) في (و): يبطل به.
(٤) أخرجه مسلم (٥٤٣)، عن أبي قتادة الأنصاري ، وأخرجه البخاري (٥١٦).
(٥) أخرجه البخاري (٣٧٧)، ومسلم (٥٤٤).
(٦) أخرجه أحمد (١٦٠٣٣)، والنسائي (١١٤١)، والحاكم (٤٧٧٥)، والبيهقي (٣٤٢٣)، من حديث عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه قال: «خرج علينا رسول الله في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته، سجدة أطالها» الحديث، وهو حديث صحيح.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي (٣٤٢٨)، من حديث أنس نحوه، وفيه محمد بن ذكوان البصري وهو ضعيف، وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (١٤٣٨)، من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد ، نحوه، قال البوصيري: (هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عطية العوفي).