للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلاَّ أنَّه عُوقِبَ صِيانَةً لِلأْعْراضِ، ورَدْعًا بمن (١) هَتَكَها (٢).

وجَوابُه: أنَّ اللهَ تعالى خَصَّ الزِّنى بمَزيِدِ التَّأْكيدِ، بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأَفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ [النُّور: ٢]، ولأِنَّ ما دُونَه أخفُّ منه عَدَدًا، فلا يَجُوزُ أنْ يَزِيدَ في (٣) إيلامه (٤) وَوَجَعِه، ولأِنَّ ما خَفَّ في عَدَدِه كان أخفَّ في صِفَتِه، وحدُّ القَذْفِ حقُّ آدمي (٥)، وحَدُّ الشُّرْب مَحْضُ حقِّ الله تعالى، والتَّعْزيرُ لا يُبلَغُ به الحَدُّ.

وقِيلَ: أخَفُّها حَدُّ الشُّرب إنْ قُلْنا: هو أرْبَعونَ جَلْدة، ثُمَّ حد (٦) القَذْفِ.

(وَإِنْ رَأَى الْإِمَامُ) أوْ نائبُه (الضَّرْبَ فِي حَدِّ الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ؛ فَلَهُ ذَلِكَ)؛ لأِنَّه أُتِيَ بِشارِبٍ، فقال: «اضْرِبُوهُ»، فضُرِبَ (٧) بالأَيْدِي والنِّعال وأطْرافِ الثِّيابِ وحَثوا عَلَيهِ التُّرابَ (٨).


(١) في (م): عن.
(٢) ينظر: الكشاف للزمخشري ٣/ ٢١٣.
(٣) قوله: (في) سقط من (م).
(٤) في (ظ): إتلافه.
(٥) في (م): الآدمي.
(٦) قوله: (حد) سقط من (ن).
(٧) قوله: (فضرب) سقط من (ظ).
(٨) أخرجه الشافعي كما في المسند (ص ٢٨٥)، وأبو داود (٤٤٨٧)، والطبراني في الكبير (١٠٠٣)، والدارقطني (٣٣٢٥)، والبيهقي في الكبرى (١٧٥٣٧)، من طريق الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت النبي عام حنين سأل عن رحل خالد بن الوليد، فجريت بين يديه أسأل عن رحل خالد بن الوليد، حتى أتاه جريحًا، وأُتي النبي بشارب فقال: «اضربوه»، فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب وحثوا عليه من التراب. وهو منقطع، قال أبو زرعة وأبو حاتم: (إن الزهري لم يسمع من عبد الرحمن)، ويشهد له ما أخرجه البخاري (٦٧٧٦)، ومسلم (١٧٠٦)، من حديث أنس : «جلد النبي في الخمر بالجريد والنعال، وجلد أبو بكر أربعين». ينظر: علل ابن أبي حاتم ٤/ ١٧٢، البدر المنير ٨/ ٧١٥.