للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ»)، رواه أحمدُ وأبو داود والنَّسائي، من حديث عُثْمانَ (١)، ولَأحمدَ عنه مرفوعًا: «جزءٌ من ليلةٍ (٢) في سبيل الله أفضلُ من ألف ليلةٍ يقام ليلُها، ويُصَامُ نهارها» (٣).

تنبيهٌ: تقدَّم أنَّ أفضلَ الرِّباط المقامُ بأشدِّ الثُّغور خوفًا، قيل للإمام أحمد: أين (٤) أحبُّ إليك أن يَنزِل الرَّجل بأهله؟ قال: كلُّ مدينةٍ تكون معقِلاً للمسلمين؛ كأنطاكيَّة والرَّمْلة ودِمَشْقَ (٥). وقال: أرضُ الشَّام أرض (٦) المحشر، ودِمَشْقُ مَوضِعٌ يجتمع إليه النَّاسُ إذا غلبت الروم، قلت له (٧):


(١) أخرجه أحمد (٤٧٠)، والترمذي (١٦٦٧)، والنَّسائي (٣١٦٩)، والبزَّار (٤٠٦)، والحاكم (٢٦٣٦)، والبيهقي (١٧٨٨٨)، والضِّياء المقدسيُّ (٣٢٥)، عن أبي صالحٍ مولى عثمان عنه. ورجاله ثقاتٌ غيرَ أبي صالح مولى عثمان، ذكره ابن حبان في الثِّقات، ووثَّقه العجليُّ، ومثله يُحسَّن حديثُه، وصحَّح الحديث الحاكمُ والضّياء، والترمذيُّ وقال: (حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه)، وقد عزاه المصنِّف إلى أبي داود، ولم نجده فيه، ولم يذكره المزيُّ فيمنْ أخرجَ الحديثَ من الأئمَّة. ينظر: الثقات للعجلي ٢/ ٤٠٨، الثقات لابن حبان ٤/ ٨٤، الأحاديث المختارة ١/ ٤٥١، تحفة الأشراف ٧/ ٣٢٩.
(٢) كذا في النسخ الخطية، وفي المصادر الحديثية وكتب المذهب: حرس ليلة.
(٣) أخرجه أحمد (٤٣٣)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٥٠)، والبزار (٣٥٠)، والحاكم (٢٤٢٦) والبيهقيُّ في الشُّعب (٣٩٢٩)، والضِّياء المقدسيُّ (٣٦٢)، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزُّبير، واختلف عليه وَصْلاً وإرسالاً. ومداره على مصعب، وهو متكلَّمٌ فيه من قِبل حِفظه، لكثرةِ غلطهِ مع قلَّةِ حديثه، ولم يُدرك جدَّه، ولا عثمانَ بن عفَّان. بل قال ابن حبَّان: (منكر الحديث، ممَّن ينفردُ بالمناكير عن المشاهير، فلمَّا كثُر ذلك منه استحقَّ مجانبةَ حديثهِ)، والحديث صحَّحه الحاكمُ، وضعَّفه الضِّياء والألباني، ورجَّح الدَّارقطنيُّ الإرسالَ. ينظر: المجروحين ٣/ ٢٩، العلل للدارقطني ٣/ ٣٦، الأحاديث المختارة ١/ ٤٥١، تهذيب الكمال ٢٨/ ٢٠، الضَّعيفة ٣/ ٣١٤.
(٤) في (أ): أيٌّ.
(٥) ينظر: زاد المسافر ٣/ ٧٣.
(٦) قوله: (أرض) سقط من (ب) و (ح).
(٧) قوله: (له) سقط من (ح).