للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرِّباطَ» رواه سعيدٌ (١)، وإن زاد فله أجره.

وأمَّا أقله؛ فقال المجْدُ والآجُرِّيُّ: أقله ساعة، ونَصَّ أحمدُ على استحبابه، وقال أيضًا: يومٌ رِباطٌ، وليلةٌ رباط (٢).

وهو أفضل من المقام بمكَّة، ذكره الشَّيخ تقيُّ الدِّين إجْماعًا (٣)، والصَّلاةُ بها أفضلُ، نَصَّ عليه (٤)، وقال: إذا اختُلف في شَيءٍ؛ فانظروا ما عليه مَنْ بالثغر (٥)، فإنَّ الحقَّ معهم (٦).

وهل الجهادُ أفضلُ من الرِّباط أم لا؟ فيه وجْهانِ.

(وَهُوَ لُزُومُ الثَّغْرِ)، وكلِّ مكانٍ يخاف أهلُه من العدوِّ، مأخوذٌ من رباط الخيل، (لِلْجِهَادِ)، وأفضلُه أشده خوفًا؛ لأنَّهم أحوجُ، ومقامُهم به أنْفَعُ.

(وَلَا يُسْتَحَبُّ نَقْلُ أَهْلِهِ)؛ أي: النِّساء والذُّرِّية، (إِلَيْهِ)؛ لأنَّ الثَّغرَ مَخُوفٌ، ولا يُؤْمَنُ ظفَر (٧) العدوِّ بمَنْ فيه، واستيلاؤهم على الأهل، فيحصل به مفسدةٌ عظيمةٌ.

(وَقَالَ (٨) رَسُولُ الله : «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا


(١) لم نقف عليه مرفوعًا، وقد تقدم تخريجه موقوفًا على أبي هريرة بهذا اللفظ عند سعيد بن منصور ٤/ ٤٢٨ حاشية (٤).
(٢) ينظر: زاد المسافر ٣/ ٦٩.
(٣) ينظر: الاختيارات ص ٤٤٩.
(٤) ينظر: مسائل أبي داود ص ٣١٠، زاد المسافر ٣/ ٦٧.
(٥) في (أ): ما عليه الثغر.
(٦) ينظر: الفروع ١٠/ ٢٣٥.
(٧) في (ح): من ظهور.
(٨) في (أ): قال.