(٢) توضيحه كما في المغني ٩/ ٢٠٢: (قيل لأحمد رحمه الله تعالى: يحكون عن ابن المبارك أنه قيل له: تركت قتال العدو عندك، وجئت إلى ههنا؟ قال: هؤلاء أهل كتاب. فقال أبو عبد الله: سبحان الله، ما أدري ما هذا القول! يترك العدو عنده، ويجيء إلى ههنا، أفيكون هذا؟ أو يستقيم هذا؟ وقد قال الله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ﴾، ولو أن أهل خراسان كلهم عملوا على هذا، لم يجاهد الترك أحد. وهذا والله أعلم، إنما فعله ابن المبارك لكونه متبرعًا بالجهاد، والكفاية حاصلة بغيره). (٣) ينظر: مسائل ابن منصور ٨/ ٢٨٧٣، زاد المسافر ٣/ ٦٩. (٤) أثر ابن عمر ﵄: أخرجه ابن أبي شيبة (١٩٤٥٨)، عن عمر بن عبد الله مولى غُفْرة قال: حدثنا رجل من ولد عبد الله بن عمر، أن ابنًا لابن عمر رابط ثلاثين ليلة ثم رجع، فقال له ابن عمر: «أعزم عليك لترجعنَّ فلترابطن عشرًا حتى تتم الأربعين»، لا بأس بإسناده، عمر المدني، مولى غفرة بنت رباح، متكلم فيه، قال فيه أحمد: (ليس به بأس)، ووثقه ابن سعد، وضعفه ابن معين وغيره. وأثر أبي هريرة ﵁: أخرجه عبد الرزاق (٩٦١٤)، وابن أبي شيبة (١٩٤٥٦)، عن عمرو بن عبد الرحمن العسقلاني، عن أبي هريرة، قال: «تمام الرباط أربعون يومًا»، وهذا لفظ ابن أبي شيبة، وإسناده ضعيف؛ لجهالة العسقلاني، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٦/ ٢٤٥: (روى عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة في الرباط)، ثم نقل عن أبيه أنه قال: (مجهول) والظاهر أنه أخذه عن عطاء الخراساني، فقد أخرجه سعيد بن منصور (٢٤١٠)، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، حدثني عطاء الخراساني، عن أبي هريرة، وهذا ضعيف مرسل، عبد الرحمن ضعيف الحديث، وعطاء صدوق، ولم يسمع من أبي هريرة، قاله أبو موسى المديني. (٥) أخرجه الطبراني في مسند الشَّاميين (٣٤٤٠)، من طريق أَيوب بن مُدرِك، عن مكحولٍ، عن أبي أمامةَ ﵁ مرفوعًا. وأيُّوب بن مُدرِك الحنفيُّ: متروك الحديث كما قال جمع من النقاد، وروَى عن مكحولٍ نسخةً موضوعةً ولم يره، وروايتُه عنه مرسلة، قال الهيثميُّ: (وفيه أيوب بن مُدرك، وهو متروك). ينظر: التاريخ الكبير ١/ ٤٢٣، الجرح والتعديل ٢/ ٢٥٨، المجروحين ١/ ١٦٨، الضعفاء للدارقطني (١٠٨)، مجمع الزوائد ٥/ ٢٩٠، الإرواء ٥/ ٢٣.