للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالمرأة، وأنه يقصِّر، ولا يَحْلِقُ إلاَّ بإذن سيِّده؛ لأنَّه يَنْقُصُ قيمتَه (١).

(ثُمَّ قَدْ حَلَّ لَهُ) بعد الرَّمْي والنحر (٢) والحَلْقِ أو التقصير؛ (كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ)؛ لما روت عائشةُ: أنَّ النَّبيَّ قال: «إذا رَمَى جمرةَ العقبة، وحلَق رأسَه؛ فقد حلَّ له كلُّ شَيءٍ إلاَّ النِّساءُ» رواه الأثرمُ (٣)، ولأحمدَ عن ابن عبَّاسٍ مرفوعًا معناه (٤).

فعلَى هذا: لا يُباح له ما كان حرامًا عليه منهنَّ؛ من القُبلة، واللَّمس لشهوة (٥).

قال القاضِي وابنُه وابنُ الزَّاغُونِيِّ واقْتَصَرَ عليه في «المغني» و «الشَّرح»: وعَقْدُ النِّكاح، وظاهر كلام جماعةٍ حِلُّه، قاله الشَّيخُ تقيُّ الدِّين، وذكره عن أحمدَ (٦).


(١) في (أ): حقه، وقوله: (لم يتعرض المؤلف لحكم … ) إلى هنا سقط من (ز) و (و).
(٢) قوله: (والنحر) سقط من (و).
(٣) أخرجه أحمد (٢٥١٠٣)، والدارقطني (٢٦٨٦)، والبيهقي في الكبرى (٩٥٩٧)، من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي بكر بن محمد، عن عمرة، عن عائشة، وإسناده ضعيف فيه حجاج بن أرطاة، وأخرجه أبو داود (١٩٧٨)، من طريق عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحجاج، عن الزهري، عن عمرة به، وضعفه فقال: (هذا حديث ضعيف، الحجاج لم ير الزهري ولم يسمع منه)، وهذا الاضطراب من حجاج، كما قال البيهقي، قال ابن حجر: (ومداره على الحجاج وهو ضعيف ومدلس، وقال البيهقي: إنه من تخليطاته)، والصواب في الحديث الوقف، أخرجه إسحاق بن راهويه (١١٢١) من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: «إذا رمى وذبح وحلق فقد حل له كل شيء إلا النساء والطيب»، قال سالم: وكانت عائشة تقول: «فقد حل له كل شيء إلا النساء»، وتقول: «أنا طيبت رسول الله ». ينظر: التلخيص الحبير ٢/ ٥٥٨.
(٤) أخرجه أحمد (٢٠٩٠)، والنسائي (٣٠٨٤)، وهو من رواية الحسن العرني عن ابن عباس، ولم يسمع منه، وصححه الألباني بشواهده. ينظر: صحيح أبي داود ٦/ ٢١٨.
(٥) في (د) و (و): بشهوة.
(٦) ينظر: شرح العمدة ٥/ ١٦٧، الاختيارات ص ١٧٥.