للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بشهادته، وهنا ليس كذلك.

فعلَى المذهب، واختياره في «الرِّعاية»: لوْ سافَر من بلدِ الرُّؤية ليلةَ الجمعة إلَى بلدِ الرُّؤية ليلة السَّبت، فبَعُدَ وتمَّ شهره ولم يَرَوُا الهلالَ؛ صام معهم، وعلَى المذهب: يُفْطِر خُفْيةً، قاله المجْدُ. وإن شهد به وقُبِل قولُه؛ أفْطَروا معه على المذهب. وإن سافر إلى بلد الرُّؤية ليلةَ الجمعة من بلد الرُّؤية ليلة السَّبت، وبَعُدَ؛ أفطر معهم، وقضَى يومًا على المذهب ولم يفطر على الثَّانِي.

(وَيُقْبَلُ فِي هِلَالِ رَمَضَانَ قَوْلُ عَدْلٍ وَاحِدٍ)، نَصَّ عليه (١)، وحكاه التِّرمذيُّ عن أكثر العلماء (٢)، لأنَّه « صَوَّمَ النَّاسَ بقول ابن (٣) عمر» رواه أبو داودَ والحاكِمُ، وقال: (على شَرْط مُسِلِمٍ) (٤)، ولقَبولِه خبرَ الأعرابِيِّ به، رواه أبو داود والتِّرْمذِيُّ من حديث ابنِ عبَّاسٍ (٥)، ولأِنَّه خبرٌ دِينِيٌّ، وهو


(١) ينظر: مسائل ابن منصور ٣/ ١٢١٧، مسائل عبد الله ص ١٧٧.
(٢) ينظر: سنن الترمذي ٣/ ٦٥.
(٣) قوله: (ابن) سقط من (أ) و (ب).
(٤) أخرجه أبو داود (٢٣٤٢)، والدارمي (١٧٣٣)، وابن حبان (٣٤٤٧)، والحاكم (١٥٤١)، وصححه ابن حزم وابن الملقن والألباني، وقال المنذري: (رجال إسناده احتج بهم مسلم). ينظر: البدر المنير ٥/ ٦٤٧، الإرواء ٤/ ١٦.
(٥) أخرجه أبو داود (٢٣٤٠)، والترمذي (٦٩١)، والنسائي (٢١١٣)، وابن حبان (٣٤٤٦)، والدارقطني (٢١٥٧)، من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي ، فقال: إني رأيت الهلال - يعني: هلال رمضان - فقال: «أتشهد أن لا إله إلا الله؟»، قال: نعم، قال: «أتشهد أن محمدًا رسول الله؟»، قال: نعم، قال: «يا بلال، أذِّن في الناس فليصوموا غدًا»، وقد اضطرب سماك بن حرب في وصل الحديث وإرساله، وأكثر أصحابه رووه بالإرسال، وأشار إليه الترمذي وأبو داود، قال الترمذي: (حديث ابن عباس فيه اختلاف، وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك، عن عكرمة، عن النبي مرسلاً، وأكثر أصحاب سماك رووه عن سماك، عن عكرمة، عن النبي مرسلاً)، وأخرجه مرسلاً أبو داود (٢٣٤١)، والدارقطني (٢١٥٩)، ورجح النسائي إرساله. ينظر: ضعيف سنن أبي داود ٢/ ٢٦٢.