للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأوَّلُ أشهرُ، وغسله في قميصٍ من خصائصه، واحتمال المفسدة مُنتفِيَةٌ في حقِّه؛ لأنَّه طيِّبٌ حيًّا ومَيتًا.

وظاهرُه: أنَّه لا يُغَطَّى وجهُه، نقله الجماعةُ (١)، والحديثُ المَرْوِيُّ فيه لا أصل له (٢)، وظاهر كلام أبي بَكْرٍ يُسَنُّ، وأومأ إليه (٣)؛ لأنَّه ربَّما تغيَّر لدمٍ أو غيره (٤) فيُظنُّ السُّوءُ.

(وَيُسْتَرُ المَيِّتُ عَنِ الْعُيُونِ)، تحت سترٍ أو سقفٍ؛ لأنَّه ربَّما كان به عَيبٌ يَستُرُه في حياته، أو تظهر عَورتُه، واستَحبَّ ابنُ سِيرين أن يكون البيتُ مُظلِمًا، ذكره أحمدُ (٥)؛ لأنَّه أسترُ، فدلَّ على أنَّه لا يُستَحَبُّ تغسيلُه تحت السَّماء؛ لئلاَّ يَستقبلها بعورته، وللخبر (٦).

ولا ينظر الغاسل إلاَّ لما [لا بُدَّ] (٧) منه.


(١) ينظر: مسائل عبد الله ص ١٣٤.
(٢) وهو حديث: «خمِّروا وجوه موتاكم، ولا تشبهوا باليهود»، أخرجه الطبراني في الكبير (١١٤٣٦)، والدارقطني (٢٧٧٣)، والبيهقي في الكبرى (٦٦٥٢)، من رواية حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وأعلَّه أحمد وغيره بالإرسال، قال أحمد: (أخطأ فيه حفص فرفعه)، ثم هو منكر، قال الزيلعي: (ثم هو مع إرساله منكر لا يجوز أن يقوله ؛ لأنه لا يقول إلا الحق، واليهود لا تكشف وجوه موتاها). ينظر: العلل ومعرفة الرجال ٢/ ٣٨٣، الجوهر النقي ٣/ ٣٩٤، السلسلة الضعيفة (٣٥٥٦).
(٣) ينظر: مسائل عبد الله ص ١٣٤، الفروع ٣/ ٢٨٥.
(٤) في (و): وغيره.
(٥) ينظر: مسائل أبي داود ص ١٦٩.
(٦) قال في المغني ٢/ ٣٣٩: (ذكر القاضي أن عائشة قالت: «أتانا رسول الله ونحن نغسل ابنته، فجعلنا بينها وبين السقف سترًا»، ولم نقف عليه.
وأخرج أبو داود في مسائله (ص ١٩٦)، عن أبي مصلح، قال: أوصى الضحاك أخاه سالمًا، قال: «إذا غسلتني فاجعل حولي سترًا، واجعل بيني وبين السماء سترًا».
(٧) كذا في (و)، وفي الأصل و (أ) و (ب) و (ز): (بد) دون (لا). والمثبت موافق لما في تعليقة القاضي ٤/ ١٤٥، الهداية ص ١١٩، التذكرة لابن عقيل ص ٦٢.