للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فائدةٌ: يُستحَبُّ الاستسقاء بمن ظهر صلاحُه؛ لأنَّه أقرب إلى الإجابة، وقد استسقى عمر بالعبَّاس (١)، ومعاويةُ بيزيدَ بن الأسود (٢)، واستسقى به الضَّحَّاك بن قيس (٣) مرةً أخرى (٤)، ذكره (٥) المؤلِّف.

وقال السَّامَرِّيُّ وصاحب «التَّلخيص»: لا بأس بالتوسُّل في الاستسقاء بالشُّيوخ والعلماء المتَّقين، وقال في «المذهب»: يجوز أن يُتَشفَّع إلى الله برجلٍ صالحٍ، وقيل: يستحبُّ.

قال أحمد في «منسكه» الذي كتبه للمَرُّوذيِّ (٦): إنَّه يَتوسَّل بالنَّبيِّ في دعائه، وجزم به في «المستوعب» وغيره (٧).


(١) أخرجه البخاري (١٠١٠، ٣٧١٠)، من حديث أنس .
(٢) أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١/ ٦٠٢)، وابن سعد في الطبقات (٧/ ٤٤٤)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٨٠)، واللالكائي في كرامات الأولياء (١٥١)، وابن عساكر في تاريخه (٦٥/ ١١٢)، عن سليم بن عامر: أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود. وصحح الحافظ إسناده في التلخيص ٢/ ٢٣٤.
(٣) قوله: (بن قيس) سقط من (أ).
(٤) أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١/ ٦٠٢)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٨١)، وابن عساكر في تاريخه (٦٥/ ١١٢)، وابن بشكوال في المستغيثين بالله (ص ١٥٥)، وابن الجوزي في المنتظم (٦/ ٣٤): أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي. وهو جيد بمجموع الطرق.
والضحاك بن قيس هو ابن خالد بن وهب القرشي، مختلف في صحبته، قال البخاري: (له صحبة). ينظر: تهذيب الكمال ١٣/ ٢٧٩، الإصابة ٣/ ٣٨٧.
(٥) في (ب): وذكره.
(٦) ينظر: الفروع ٣/ ٢٢٩.
(٧) ذكر ذلك في الفروع ٣/ ٢٢٩، ثم بين المقصود بالتوسل بالنبي فقال: (وجعلها شيخنا -يعني شيخ الإسلام- كمسألة اليمين به، قال: والتوسل بالإيمان به وطاعته ومحبته، والصلاة والسلام عليه ، وبدعائه وشفاعته، ونحوه مما هو من فعله وأفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع إجماعًا، وهو من الوسيلة المأمور بها في قوله تعالى: ﴿اتقوا الله وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾)، وتبعه في الإنصاف ٥/ ٤٢٠.