للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - كما أن بعض العلماء انتقد قليلاً من الأحاديث الواقعة في "صحيح مسلم"، وطعن فيها، وهذا النقد في أغلبه غير مُسَلَّم به، وما قد يسلَّم به فهو نزر يسير جداً، في جنب مئات الأحاديث التي أخرجها مسلم في صحيحه.

قال النووي : "قد استدرك جماعة على البخاري ومسلم أحاديث أخلا بشرطهما فيها، ونزلتْ عن درجة ما التزماه، وقد أُجيب عن كلّ ذلك أو أكثره" (١).

٨ - و"صحيح مسلم" يُعَدُّ من كتب الجوامع، كصحيح البخاري، فليس محصوراً في نوع معين من الأحاديث، بل هو مشتملٌ على جميع أنواع الحديث المحتاج إليها، من العقائد والأحكام، والرقاق والآداب، والتفسير والتاريخ، والسِّيَر والشمائل، والفتن والمناقب والمثالب، وغير ذلك.

٩ - وقد ذكر النووي أن عِدَّة أحاديث "صحيح مسلم" نحو ((٤٠٠٠))، بإسقاط المكرَّر (٢)، قال العراقي: "ولم يذكر عِدَّته بالمكرَّر، وهو يزيد على عِدَّة كتاب البخاري لكثرة طرقه، وقد رأيتُ عن أبي الفضل أحمد بن سلمة، أنه اثنا عشر ألف حديث" (٣).

وقد قام الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (ت: ١٩٦٨ م) محقّق "صحيح مسلم" بترقيم أحاديثه، فبلغت: (٣٠٣٣) حديثاً، بإسقاط المكرَّر.

١٠ - ومع أن الكتاب مرتَّب على الأبواب، غير أن مؤلِّفه لم يترجم لأبوابه، كما صَنَعَ البخاري. وقد ترجم جماعة من الشراح أبوابه بتراجم،


(١) "شرح صحيح مسلم» للنووي ١/ ٢٧، وينظر "البحر الذي زخر" للسيوطي ٢/ ٦٠٨.
(٢) "التقريب والتيسير" للنووي ص ٢٦.
(٣) "التقييد والإيضاح" ص ٢٧.

<<  <   >  >>