للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الشواهد: ما رواه أحمد في المسند، عن أسماء بن الحكم الفزاري، أنه سمع علي بن أبي طالب ، يقول: "كنتُ إذا سمعتُ من رسول الله حديثاً نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وكان إذا حدَّثني عنه غيره استحلفته، فإذا حَلَفَ صدَّقته" (١).

* ثالثاً: منعُهم الرواية بما قد يعلو على أفهام العامة:

ومعلوم أن تحديث عامّة الناس بكلّ شيء، قد يفضي إلى ريبتهم، واعتراضهم على ما لم يفهموه من السُنَّة، ولم تهضمه عقولهم من المرويات. وربما فهموا تلك المرويات على غير وجه الحق والصواب.

لذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يشدّدون في هذا الأمر، ويحذرون منه أشد التحذير، كلّ هذا من أجل صيانة السُّنَّة النبوية، والمحافظة عليها من كلّ سوء وشَغَب.

ومن شائع الأمثلة على ذلك: ما أخرجه البخاري في صحيحه، عن علي بن أبي طالب ، أنه قال: "حدِّثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله؟ " (٢).

- وأخرج مسلم في مقدّمة صحيحه، عن عبد الله بن مسعود ، قال: "ما أنتَ بمحدّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة" (٣).

- وفي صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، قال: "حفظتُ من


(١) "مسند أحمد" (٢)، وصحح إسناده أحمد شاكر وشعيب الأرناؤوط.
(٢) "صحيح البخاري» (١٢٧).
(٣) "صحيح مسلم» ١/ ١١.

<<  <   >  >>