وله معه مراسلات واتصالات شخصية. ولكن هؤلاء لم يسلموا من نقده اللاذع أيضا، وقد جمع في هؤلاء الأصحاب بعض المنتمين للعلماء والمنتمين للمتصوفة أيضا. فنجد الشيخ بلغيث الذي تحول في تونس من العلم إلى التصوف. ونجد الموهوب بن محمد الزواوي، ومحمد وارث الهاروني المتيجي، وعلي بن عثمان الشريف الزواوي، وأحمد بن الحاجة الميلى، ومحمد بن باديس، ومحمد بن ناجي، وأحمد المقري الذي أطال في الحديث عنه ونقده. ثم عددا من التونسيين (مثل إبراهيم الغرياني، وتاج العارفين)، والمولى علي العثماني، وغيرهم.
ولنلاحظ أن أكثر من عدهم أصحابا وأحبابا كانوا من خارج فسنطينة.
ولكن تبقى أهمية كتاب (منشور الهداية) في أنه ليس كتاب تراجم بالمعنى التقليدي ففيه لمسات إنسانية وأخبار طريفة وآراء شخصية أيضا. كما أن فيه نماذج من حياة وأخبار العلماء خارج قسنطينة سواء كانوا من القطر الجزائري أو من البلدان الإسلامية الأخرى المجاورة والبعيدة. وفيه أوصاف لأحداث وقعت بين العلماء والحكام سواء في قسنطينة أو في الجزائر، ووصف لبعض الثورات، وقضايا الأمن العام في الريف، ودور الزوايا، وتقاليد تلقى العلم، وأخبار الكتب. وما يلاحظ عليه أن الفكون لم يشر، ولو لحادثة واحدة فيما نعلم، عن وجود الأجانب أو النصارى في قسنطينة أو غيرها من أنحاء الجزائر.
وبعد، فليس أفضل عند الانتهاء من هذه الدراسة لكتاب (منشور الهداية) من قول مؤلفه فيه عندما تحدث عن قول المكودي: