يستعمل نفس المعاني بل أحيانا نفس الألفاظ التي تجدها عند أي شاعر من شعراء المديح النبوي، كأوصاف الرسول، (ص)، ومراحل حياته وجهاده وفضائله ومواقفه ومعجزاته ونحو ذلك. يضاف إلى ذلك هذا (الالتزام) الذي ألزم به الفكون نفسه من جعل عدد قصائده لا تزيد ولا تنقص عن حروف الهجاء، ومن جعل كل قصيدة لا تزيد ولا تنقص عن خمسة وعشرين بيتا، ومن جعل الحروف الأولى في كل قصيدة هي الحروف الموجودة في جملة (إلهي بحق الممدوح اشفني، آمين)، فليس هناك مثلا بيت يبدأ بحرف الجيم ولا الخاء ولا التاء إلخ. في جميع القصائد. وهذا تكلف قد يناقض الصدق، وهو على كل حال تكلف يناقض الشعر.
فإذا تجاوزنا عن المعتاد في قصائد المديح النبوي وجدنا الفكون ينهي قصائده التي بين أيدينا بالتوسل وطلب الشفاء، ويصف حالته العليلة. فهو يقول في آخر قصيدة قافية الهمزة:
أيا خير خلق الله أنهيت قصتي ... إليك فإن الجسم بالسقم يرزأ
أنلني المنى من جود طولك إنني ... على ظمأ من منهل العذب أملأ
منادي الشفا مما به الجسم مبتلى ... تشفع فذو الآلام ينجو ويبرأ
يمين جرت من ناظم عن تيقن ... بان لك جاها ليس داعيه يخسأ