للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

(٤١٤) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ﴾ [آل عمران: ١٥٥].

﴿اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ﴾ استدعى زللهم بأن ذكرهم خطايا سلفت منهم فكرهوا الثبوت لئلا يُقتلوا وهو معنى ﴿بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا﴾، وقيل: استزلهم: حملهم على الزلل.

ثم قيل: كرهوا القتال قبل إخلاص التوبة فإنما تولوا لهذا وهذا على القول الأول وعلى الثاني: بمعصيتهم النبي في تركهم المركز وميلهم إلى الغنيمة وقال الحسن: ﴿مَا كَسَبُوا﴾ قبولهم من إبليس ما وسوس إليهم.

وعلى الجملة فإن حُمِلَ الأمر على ذنب محقق فقد عفا الله عنه وإن حُمِلَ على انهزام مسوغ فالآية فيمن أبعد في الهزيمة وزاد على القدر المسوغ. [٤/ ٢٣٧ - ٢٣٨] بتصرف

(٤١٥) من قوله تعالى: ﴿لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٥٦].

يعني: ظنهم وقولهم: أي ليجعل ظنهم أنهم لو لم يخرجوا ما قتلوا ﴿حَسْرَةً﴾ أي: ندامة ﴿فِي قُلُوبِهِمْ﴾ والحسرة الاهتمام على فائت لم يُقدر بلوغه.

وقيل: لا تكونوا مثلهم ﴿لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ﴾ القول: ﴿حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾؛ لأنهم ظهر نفاقهم. وقيل المعنى: لا تصدقوهم ولا تلتفتوا إليهم فكان ذلك حسرة في قلوبهم وقيل: ﴿لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾ يوم القيامة لما هم

<<  <   >  >>