إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى، ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله تعالى حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن من شروط العبادة الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما الركنان الأساسيان في كل عبادة. فلا تقبل عبادة بشرك، ولا تقبل ببدعة. فالشرك ينافي الإخلاص، والبدعة تنافي الاتباع. ولا تتحقق المتابعة إلا بمعرفة الصفة والكيفية التي أدى النبي - صلى الله عليه وسلم - العبادة عليها. ومن ثم احتاج العلماء- رحمهم الله- إلى بيان صفات العبادات، فبينوا صفة الوضوء، وصفة الصلاة، وصفة الزكاة، وصفة الصيام، وصفة الحج وغير ذلك، حتى يعبد الناس
الله عز وجل على شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فحديث جابر- رضي الله عنه- الطويل المشهور في صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم - جعله بعض العلماء عمدة لصفة الحج (١) ، ومنسكاً
(١) قال النووي- رحمه الله- تعالى في شرحه على صحيح مسلم (٨/٤٠٢) . حديث جابر=