للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو فتشت من فتشت، لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك، هل أنت سالم؟

فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجيا

ــ

قوله: (بهذا) . المشار إليه هو الظن بالله - عز وجل -، ليعتني بهذا حتى يظن بالله ظن الحق، لا ظن السوء والجاهلية.

قوله: (وليتب إلى الله) . أي: يرجع إليه؛ لأن التوبة الرجوع من المعصية إلى الطاعة.

قوله: (وليستغفره) . أي يطلب منه المغفرة، واللام في قوله: (فليتب) وقوله: (وليستغفره) للأمر.

قوله: (تعنتا على القدر وملامة له) . أي: إذا قدر الله شيئا لا يلائمه تجده يقول: ينبغي أن ننتصر، ينبغي أن يأتي المطر، ينبغي أن لا نصاب بالجوائح، وأن يوسع لنا في هذا الرزق وهكذا.

قوله: (فمستقل ومستكثر) . (مستقل) : مبتدأ، وخبره محذوف. و (مستكثر) : مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: فمن الناس مستقل ومنهم مستكثر، ونظير ذلك قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} (هود: ١٠٥) فـ (سعيد) مبتدأ خبره محذوف تقديره: ومنهم سعيد. ولا يقال بأن (سعيد) معطوف على شقي؛ لكونه يلزم أن يكون الوصفان لموصوف واحد.

قوله: (وفتش نفسك: هل أنت سالم) . وهذا ينبغي أن يكون في جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>