للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن القيم في الآية الأولى: (فُسِّر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وفُسِّر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته.

ــ

فيجاب عن ذلك: بأن هذا هو غضب الإنسان، ولا يلزم من التوافق في اللفظ التوافق في المثلية والكيفية، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:١١) ويدل على أن الغضب ليس هو الانتقام قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} (الزخرف: ٥٥) فـ {آسَفُونَا} بمعنى أغضبونا {انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} ، فجعل الانتقام مرتبا على الغضب، فدل على أنه غيره.

قوله: {وَلَعَنَهُمْ} . اللعن: الطرد والإبعاد عن رحمة الله.

قوله: {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ} أي هيأها لهم وجعلها سكنا لهم ومستقرا.

قوله: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} . أي: مرجعا يصار إليه.

ومصيرا: تمييز، والفاعل مستتر، أي: ساءت النار مصيرا يصيرون إليه.

قوله: (قال ابن القيم) . هو محمد ابن قيم الجوزية، أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية الكبار الملازمين له رحمهما الله، وقد ذكره في (زاد المعاد) عقيب غزوة أحد تحت بحث الحكم والغايات المحمودة التي كانت فيها.

قوله: (في الآية الأولى) . يعني قوله {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} ، فسر بأن الله لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، أي: يزول، وفسر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته، يؤخذ هذا التفسير من قولهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>