للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس في الآية، قال: لما تغشاها آدم، حملت، فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل، فيخرج من بطنك، فيشقه، ولأفعلن، يخوفهما، سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعانه، فخرج ميتا.

ــ

شيء قد وقع وانتهى ومضى فالصواب أنه لا يجوز أن يتعبد لغير الله مطلقا لا بعبد المطلب ولا غيره، وعليه، فيكون التعبد لغير الله من الشرك.

قوله: " إبليس ". على وزن إفعيل، فقيل: من إبليس إذا يئس؛ لأنه يئس من رحمة الله تعالى.

قوله: " لتطيعانني " جملة قسمية، أي: والله لتطيعاني.

قوله: (أيل) هو ذكر الأوعال.

قوله (سمياه عبد الحارث) اختار هذا الاسم؛ لأنه اسمه فأراد أن يعبداه لنفسه.

قوله: (فخرج ميتا) لم يحصل التهديد الأول، ويجوز أن يكون من جملة: (ولأفعلن) ، ولأنه قال: (ولأخرجنه ميتا) .

قوله: " شركاء في طاعته " أي: أطاعاه فيما أمرهما به، لا في العبادة لكن عبَّدا الولد لغير الله، وفرق بين الطاعة والعبادة، فلو أن أحدا أطاع شخصا في معصية لله لم يجعله شريكا مع الله في العبادة، لكن أطاعه في معصية الله.

قوله " أشفقا أن لا يكون إنسانا " أي: خاف آدم وحواء أن يكون حيوانا أو جنيا أو غير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>