للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والباء أعمها؛ لأنها تدخل على الظاهر والمضمر، وعلى اسم الله وغيره، ويذكر معها فعل القسم ويحذف، فيذكر معها فعل القسم؛ كقوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: ١٠٩] ، ويحذف مثل قولك: بالله لأفعلن، وتدخل على المضمر مثل قولك: الله عظيم أحلف به لأفعلن، وعلى الظاهر كما في الآية وعلى غير لفظ الجلالة، مثل قولك: بالسميع لأفعلن، وأما الواو فإنه لا يذكر معها فعل القسم، ولا تدخل على الضمير، ويحلف بها مع كل اسم، وأما التاء فإنه لا يذكر معها فعل القسم، وتختص بالله ورب، قال ابن مالك: " والتاء لله ورب ".

والحلف بغير الله شرك أكبر إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى في التعظيم والعظمة، وإلا فهو شرك أصغر.

وهل يغفر الله الشرك الأصغر؟

قال بعض العلماء: إن قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: ١١٦] ، أي: الشرك الأكبر {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} ، يعني: الشرك الأصغر والكبائر.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر؛ لأن قوله: {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} مصدر مؤول، فهو نكرة في سياق النفي، فيعم الأصغر والأكبر،والتقدير: لا يغفر شركا به أو إشراكا به.

وأما قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس: ١] ، وقوله: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: ١] ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: ١] وما أشبه ذلك من المخلوقات التي أقسم الله بها، فالجواب على وجهين:

الأول: أن هذا من فعل الله، والله لا يسأل عما يفعل، وله أن يقسم

<<  <  ج: ص:  >  >>