فلأنه لما عبدت الأمم السابقة الأصنام والأوثان؛ فسيكون في هذه الأمة من يعبد الأصنام والأوثان.
قوله:«حذو القذة القذة» ، حذو بمعني: محاذيا، وهي منصوبة على الحال من فاعل تتبعن؛ أي: حال كونكم محاذين لهم حذو القذة القذة.
والقذة: هي ريشة السهم، السهم له ريش لا بد أن تكون متساوية تماما، وإلا؛ صار الرمي به مختلا.
قوله:«حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» ، هذه الجملة تأكيد منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمتابعة.
وجحر الضب من أصغر الجحور، ولو دخلوا جحر أسد من باب أولي أن ندخله؛ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك على سبيل المبالغة؛ كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين» ، ومن اقتطع ذراعا؛ فمن باب أولى.
قوله:(قالوا اليهود والنصارى) يجوز فيها وجهان:
الأول: نصب اليهود والنصارى على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره: أتعني اليهود والنصارى؟
الثاني: الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أهم اليهود والنصارى؟
وعلى كل تقدير؛ فالجملة إنشائية لأنهم يسألون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فهي استفهامية، والاستفهام من باب الإنشاء.