«الإنسان إذا سلم على شخص يعرفه في الدنيا رد الله عليه روحه فرد السلام»(١) وعلى تقدير صحة هذا الحديث إذا كانوا يسمعون السلام ويردونه؛ فلا يلزم أن يسمعوا كل شيء، ثم لو فرض أنهم يسمعون غير السلام؛ فإن الله صرح بأن المدعوين من دون الله لا يسمعون دعاء من يدعونهم؛ فلا يمكن أن نقول: إنهم يسمعون دعاء من يدعون؛ لأن هذا كفر بالقرآن؛ فتبين هذا أنه لا تعارض بين قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«السلام عليكم دار قوم مؤمنين» وبين هذه الآية.
وأما قوله:{وَلَوْ سَمِعُوا} ؛ فمعناه: لو سمعوا فرضا ما استجابوا لكم؛ لأنهم لا يستطيعون.
القول الثاني: أن الأموات يسمعون.
واستدلوا على ذلك بالخطاب الواقع في سلام الزائر لهم بالمقبرة.
وبما ثبت في (الصحيح) من أن «المشيعين إذا انصرفوا سمع المشيع قرع نعالهم» .
والجواب عن هذين الدليلين: أما الأول؛ فإنه لا يلزم من السلام عليهم أن يسمعوا، ولهذا كان المسلمون يسلمون على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته في التشهد،وهو لا يسمعهم قطعا.
(١) ذكره السيوطي في (الجامع الصغير) ، ٢/١٥١، وابن عبد البر في (الاستذكار) ، ٢/١٦٤، وانظر (الروح) لابن القيم (١/١٦٧) ، وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٢٤/٣٣١) .