للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية

ــ

ورجلا آخر متقيا لله بعيدا عن هذه الأشياء كلها؛ لكانا عند المرجئة في الإيمان والرجاء سواء؛ كل منهما لا يعذب؛ لأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان.

الطائفة الثانية: الخوارج والمعتزلة؛ قالوا: إن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأنها شرط في بقائه، فمن فعل معصيته من الكبائر خرج من الإيمان. لكن الخوارج يقولون: إنه كافر، والمعتزلة يقولون: هو في منزلة بين منزلتين؛ فلا نقول: مؤمن، ولا نقول: كافر، بل نقول: خرج من الإيمان، ولم يدخل في الكفر، وصار في منزلة بين منزلتين.

هذه أقوال الناس في الإيمان.

* هذا معطوف على قوله: " أن الدين. . . " إلخ؛ أي: أن من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.

* ويستدلون لذلك بأدلة من الكتاب والسنة:

فمن الكتاب: قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:١٢٤] ، وقوله تعالى: {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر:٣١] ، وهذا صريح في ثبوت الزيادة.

وأما النقص؛ فقد ثبت في " الصحيحين «أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعظ النساء وقال لهن: " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن» ؛ فأثبت نقص الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>