للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«ونعيما ... ويقول: رضيت. يقول له: " لك مثله وعشرة أمثاله» فهو أكثر مما يشاء.

وفسر المزيد كثير من العلماء بما فسر به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزيادة وهي: النظر إلى وجه الله الكريم.

فتكون الآيات التي ساقها المؤلف لإثبات رؤية الله تعالى أربعا.

وهناك آية خامسة استدل بها الشافعي رحمه الله، وهي قوله تعالى في الفجار: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:١٥] .

ووجه الدلالة أنه ما حجب هؤلاء في الغضب؛ إلا رآه أولئك في الرضى؛ فإذا كان أهل الغضب محجوبين عن الله؛ فأهل الرضى يرون الله عز وجل.

وهذا استدلال قوي جدا؛ لأنه لو كان الكل محجوبين؛ لم يكن مزية لذكر هؤلاء.

وعلى هذا؛ فنقول: الآيات خمس، ويمكن أن نلحق بها قول الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: ١٠٣] ؛ على ما سنقرره في الرد على النفاة إن شاء الله.

فهذا قول أهل السنة في رؤية الله تعالى وأدلتهم، وهي ظاهرة جلية، لا ينكرها إلا جاهل أو مكابر.

وخالفهم في ذلك طوائف من أهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم، واستدلوا بأدلة سمعية متشابهة، وأدله عقلية متداعية:

<<  <  ج: ص:  >  >>