بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
ليس بغريب أن ينسب إلى أحد العلماء المعتبرين ما لم يقله بل ما يصرح بخلافه، وهذا معلوم من عهد السلف الصالح، ففي صحيح مسلم- في كتاب اللباس في باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة
٣/١٦٤١- أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أرسلت مولاها إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقالت:"بلغني: عنك أنك تحرم أشياء ثلاثة: العلم في الثوب، وميثرة الأرجوان، وصوم رجب كله".
فقال عبد الله: أما ما ذكرت من رجب، فكيف بمن يصوم الأبد؟!
وأما ما ذكرت من العلم في الثوب فني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إنما يلبس الحرير من لا خلاق له"(١) ، فخفت أن يكون العَلمُ منه.
وأما ميثرة الأرجوان، فهذه ميثرة عبد الله، فإذا هي أرجوان.
فرجع مولى أسماء إليها فأخبرها بما قال عبد الله، فقالت: هذه جبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرجت جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج
(١) رواه البخاري/كعاب اللباس/باب من محمل للوفود برقم (٥٧٣١) .