للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُدَّكِرٍ (١٧)) (١) . وقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧)) (٢) .

ولكن مثل هؤلاء الأئمة يمكن أن يحدث منهم الخطأ في أحكام الله- تبارك وتعالى- لا في الأصول، والتي أشرنا إليها من قبل، وهذا الخطأ أمر لابد أن يكون؛ لأن الإنسان كما وصفه الله تعالى

بقوله: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) (٣) .

الإنسان ضعيف في علمه وإدراكه، وهو ضعيف في إحاطته وشموله، ولذلك لابد أن يقع الخطأ منه في بعض الأمور.

ونحن نجمل ما أردنا أن نتكلم عليه من أسباب الخطأ من أهل العلم في الأسباب الآتية السبعة، مع أنها في الحقيقة أسباب كثيرة، وبحر لا ساحل له، والإنسان البصير بأقوال أهل العلم يعرف

أسباب الخلاف المنتشرة، نجملها بما يأتي:

السبب الأول:

أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه. وهذا السبب ليس خاصًا فيمن بعد الصحابة، بل يكون في الصحابة ومن بعدهم. ونضرب مثالين وقعا للصحابة رضي الله عنهم من هذا النوع:


(١) سورة القمر، الآية: ١٧.
(٢) سورة الليل، الآيات: ٥-٧.
(٣) سورة النساء، الآية: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>