للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسنات؛ لأن الله يقول في كتابه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) (١) .

يعني لا يحملكم بغض قوم على عدم العدل، فالعدل واجب، ولا يحل للإنسان أن يأخذ زلات أحد من الأمراء، أو العلماء، أو غيرهم فيشيعها بين الناس، ثم يسكت عن حسناتهم، فإن هذا ليس بالعدل.

وقس هذا الشيء على نفسك لو أن أحدًا سلط عليك وصار ينشر زلاتك وسيئاتك، ويخفي حسناتك وإصاباتك، لعددت ذلك جناية منه عليك. فإذا كنت ترى ذلك في نفسك، فإنه يجب عليك أن ترى ذلك في غيرك، وكما أشرت آنفًا إلى أن علاج ما تظنه خطأ أن تتصل

بمن رأيت أنه أخطأ، وأن تناقشه، ويتبين الموقف بعد المناقشة.

فكم من إنسان بعد المناقشة يرجع عن قوله إلى ما يكون قوله هو الصواب، وظننا هو الخطأ. "فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" (٢) .

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه " (٣) ، وهذا هو العدل والاستقامة.


(١) سورة المائدة، الآية: ٨.
(٢) رواه البخاري/كتاب الصلاة/باب تشبيك الأصابع في المسجد غيره، برقم (٤٨١) . ومسلم/كتاب البر والصلة/باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم، برقم (٢٥٨٥) .
(٣) رواه مسلم/كتاب الإمارة/باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء، برقم (١٨٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>