للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما ثبت عنه في الصحيح من حديث عائشة- رضي الله عنها-: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (١) .

حتى لو كنت مخلصًا وتريد الوصول إلى الله، وتريد الوصول إلى كرامته، ولكنه على غير الوجه المشروع فإن ذلك مردود عليك، ولو أنك أردت الوصول إلى الله من طريق لم يجعله الله تعالى طريقًا

للوصول إليه فإن ذلك مردود عليك.

إذن فواجب طالب العلم أن يكون متعبدًا لله تعالى بما علمه من الشرع لا يزيد ولا ينقص، لا يقول إن هذا الأمر الذي أريد أن أتعبد لله به أمر تسكن إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي وينشرح به صدري، لا يقول هكذا حتى لو حصل هذا فليزنها بميزان الشرع فإن شهد الكتاب والسنة لها بالقبول فعلى العين والرأس وإلا فإنه قد يزين له سوء عمله: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ) (٢) .

كذلك لابد أن يكون عاملاً بعلمه في الأخلاق والمعاملة، والعلم الشرعي يدعو إلى كل خلق فاضل من الصدق والوفاء، ومحبة الخير للمؤمنين حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما


(١) رواه مسلم/كتاب الأقضية/باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور/برقم (١٧١٨) (١٨) .
(٢) سورة فاطر، الآية: ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>