للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَة﴾ (١)؛ وقوله:

كأن قلوب الطير ويابسا (٢)

وقولك: "ليت هندًا مقيمة عندنا" (٣).

(١) " خاوية" حال من بيوتهم، والعامل فيه اسم الإشارة تلك"، وفيه معنى الفعل، وهو "أشير" دون حروفه.

(٢) صدر بيت من الطويل، لامرئ القيس بن حجر الكندي يصف عقابا بسرعة اختطافها للطيور، وعجزه:

لدى وكرها العناب والحشف البالي

اللغة والإعراب: وكرها، الوكر: عش الطائر حيث كان في شجر أو جيل.

العناب: نوع من الفاكهة معروفة، تشبه به أنامل الحسان المخضوبة بالحناء. الحشف: أردأ التمر. "قلوب" اسم كأن. "الطير" مضاف إليه. "رطبا ويابسا" حالان من قلوب، والعامل فيهما "كأن"؛ لما فيها من معنى الفعل، وهو "أشبه" دون حروفه. "لدى وكرها" ظرف متعلق بمحذوف حال من قلوب الطير ومضاف إليه، العناب: خبر كأن.

المعنى: أن هذه العقاب كثيرة الاصطياد للطير، ويرى عند عشها قلوب كثيرة من قلوب الطير، بعضها لا يزال رطبا فهو كالعناب، وبعضها قد جف، فهو كأردأ التمر.

الشاهد: في "رطبا ويابسا" فهما حالان من قلوب، والعامل في الحالين وصاحبهما "كأن" ومعناه أشبه، فهو متضمن معنى الفعل دون حرفه، ولا يجوز تقديم الحال على عاملها في مثل ذلك.

(٣) "مقيمة" حال من "هند"، والعامل فيها "ليت"؛ لأنها بمعنى الفعل -"أتمنى"- دون حروفه، وقد أشار الناظم إلى الحال التي لا يجوز تقديمها على عاملها المعنوي بقوله:

وعامل ضمن معنى الفعل لا … حروفه مؤخرا لن يعملا

كـ"تلك ليت وكأن" ندر … نحو "سعيد مستقرًا في هجر"


* "وعامل" مبتدأ. "ضمن ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل مفعوله الأول، والجملة صفة لعامل. "معنى الفعل" مفعول ثان لضمن ومضاف إليه. "لا حروفه" معطوفة على معنى الفعل، "مؤخرا"حال من فاعل يعمل الآتي "لن" حرف نصب ونفي، "يعملا" مضارع منصوب وفاعله يعود إلى عالم، والألف للإطلاق، والجملة أي أن العامل الذي ضمن معنى الفعل دون حروفه -ويسمى العامل المعنوي- لا يعمل النصب؛ إذا كان متأخرا عن الحال، وذكر من ذلك: تلك، وليت، وكأن وقد مثل لها المصنف. ثم بين أن تقديم الحال على عاملها المعنوي؛ الظرف والجار والمجرور، نادر، وسيذكر المصنف ذلك قريبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>