ونحو:"اضربا" مبني على حذف النون (١)، ونحو:"اغز" مبني على حذف آخر الفعل (٢).
والمعرب المضارع:
نحو: يقوم، لكن بشرط سلامته من نون الإناث، ونون التوكيد المباشرة (٣)؛ فإنه مع نون الإناث مبني على السكون؛ نحو: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ﴾ ومع نون التوكيد المباشرة مبني على الفتح؛ نحو: ﴿لَيُنْبَذَنَّ﴾ (٤). وأما غير المباشرة فإنه معرب معها تقديرًا؛ نحو: ﴿لَتُبْلَوُنَّ﴾. ﴿فَإِمَّا تَرَيْنَ﴾، ﴿وَلا تَتَّبِعَانِ﴾ (٥).
(١) لأن مضارعه كذلك؛ نحو: لم يضربا، مما فيه ألف الاثنين، وكذلك إذا كان فيه واو جماعة؛ نحو: اخرجوا، أو ياء مخاطبة؛ نحو: اسمعي.
(٢) لأن المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره؛ واوا كان الآخر، أو ألفًا أو ياء؛ نحو: لم يدع، ولم يخش، ولم يرم. وبقيت حالة رابعة وهي: البناء على فتح آخره، إذا اتصلت به نون التوكيد؛ نحو: اهجرن البذيء، وما ذكر من بناء الأمر مذهب البصريين، ويرى الكوفيون -كما في المغني- أن فعل الأمر معرب وجزمه بلام أمر محذوفة؛ فأصل "قم" -مثلًا- لتقم، حذفت لام الأمر وحرف المضارعة.
(٣) أي: التي لم يفصل بينها وبين الفعل فاصل؛ ظاهرا كان؛ كألف الاثنين، أم مقدرًا، كواو الجماعة، وياء المخاطبة كما سيأتي، وإلا كان معربًا. أما نون النسوة فلا يكون اتصالها به إلا مباشرًا.
(٤) مثله: كل فعل مؤكد مسند للواحد. ويبنى على الفتح لتركبه مع النون تركيب خمسة عشر.
(٥)"لتبلون" فعل مضارع مبني للمجهول مؤكد بالنون مسند لواو الجماعة، من البلاء؛ بمعنى الاختبار، وأصله قبل التوكيد:"لتبلوون" بواوين؛ واو الفعل وواو الجماعة، تحركت الأولى، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، ثم حذفت للساكنين، ثم أكد بالنون، فصار "لتبلونن" حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، فالتقى ساكنان، وتعذر حذف واحد منهما؛ لأن الواو للجماعة، والنون جيء بها لغرض؛ فحركت الواو بحركة تجانسها هي الضمة. =