ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا (١)
وإذا وليها ماض أول بالمستقبل، نحو: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا﴾ (٢) أو مضارع تخلص للاستقبال، كما في "إنْ" الشرطية.
الثالث: أن تكون للتعليق في الماضي (٣)، وهو أغلب أقسام "لو" (٤).
(١) صدر بيت من الطويل، لقيس بن الملوح، المعروف بمجنون ليلى، وقيل: هو لأبي صخر الهذلي وعجزه:
ومن دون رمسينا من الأرض سبسب
اللغة والإعراب: أصداؤنا: جمع صدى، وهو ما تسمعه كأنه يجيبك بمثل صوتك، إذا كنت في مكان خال أو على جبل أو شط نهر، رمسينا: مثنى رمس وهو القبر أو ترابه، سبسب: صحراء بعيد الأطراف، "لو" شرطية غير جازمة "تلتقي" فعل الشرط.
"أصداؤنا" فاعل ومضاف إليه. "ومن" الواو للحال، "من دون" جار ومجرور خبر مقدم.
"رمسينا" مضاف إليه، "من الأرض" جار ومجرور حال من "سبسب" الواقع مبتدأ مؤخرًا.
وجواب "لو" لظل في قوله بعد:
لظل صدى صوتي وإن كنت رمة … لصوت صدى ليلى يهش ويطرب
المعنى: لو تتقابل وتجتمع أصداء أصواتنا من قبورنا، وبيننا مسافات شاسعة، لطربت لسماع صدى صوتها، وأجبتها وإن كنت عظاما بالية.
الشاهد: في قوله "لو تلتقي"؛ حيث وردت "لو" شرطية للتعليق في المستقبل، بدليل الإتيان لها بجواب؛ وهو قوله: "لظل" وهو ماض لفظًا مستقبل معنى.
(٢) أي: لو قاربوا أن يتركوا، وإنما قدر ذلك ليصح وقوع "خافوا" جزاء؛ لأن الخوف إنما يكون قبل الترك بالفعل؛ لاستحالته بعد موتهم. [سورة النساء الآية: ٩].
(٣) أي: تعليق حصول مضمون الجواب والجزاء، على حصول مضمون الشرط في الماضي، فكل من الشرط والجزاء مرتبط بالآخر، وبما أنها تفيد أن الشرط لم يتحقق وامتنع وقوعه في الماضي، والجواب معلق عليه في الماضي أيضًا، فيلزم امتناع الجواب إذا كان فعل الشرط هو السبب الوحيد في تحقيق الجواب، ولهذا تسمى "لو الشرطية الامتناعية".
(٤) وهذا القسم هو الذي عناه الناظم بقوله. =