للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن السير ثابت، وإنما الشك في الفاعل، وفي نحو: سيري حتى أدخلها؛ لعدم الفضلية (١)، وكذلك: كان سيري أمس حتى أدخلها، إن قدرت "كان" ناقصة، ولم تقدر الظرف خبرًا (٢).

(١) ذلك لأن "سيري" مبتدأ و"حتى أدخلها" خبر، فلو رفع الفعل لصار المبتدأ بلا خبر.

(٢) بل قدر متعلقًا "بسيري" فإن قدرت "كان" تامة، أو قدر الظرف وهو "أمس خبرًا"، جاز الرفع؛ لأن ما بعد حتى حال فضلة.

والخلاصة:

أن الفعل بعد حتى؛ إن كان مستقبلا خالصًا بالنسبة للمتكلم وجب نصبه؛ نحو: ﴿حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾ وإن كان وقته حاضرًا وجب رفعه، نحو: سرت حتى أدخل المدينة، إذا قلته وقت الدخول، وإن كان ماضيًا جاز الأمران باعتبار جواز التأويل؛ فإن قدرته حاضرًا وقت التكلم بقصد حكاية الحال أو الحادثة الماضية، وجب رفعه، وتكون حتى ابتدائية.

وإن قدرته مستقبلا بتقدير العزم عليه وقت التكلم، وجب نصبه، وتكون حتى جارة للمصدر المنسبك من أن المضمر والفعل، وفي "حتى" يقول الناظم:

وبعد "حتى" هكذا إضمار "أنْ" … حتم، كـ"جد حتى تسر ذا حزن"

وتلو حتى حالًا أو مؤولًا … به ارفعنَّ، وانصب المستقبلا*

أي: إن إضمار "أن" واجب بعد حتى كالإضمار السابق، والمثال الذي ذكره لحتى التعليلية، والمضارع التالي "حتى" -إن كان معناه حالا أو مؤولا بالحال- يرفع وإن كان مستقبل المعنى ينصب، وقد بينا وبين المصنف بقية الشروط.


* "وبعد حتى" بعد ظرف متعلق بإضمار الواقع مبتدأ، وحتى مضاف إليه، "أن" مضاف إليه. "حتم" خبره، "هكذا" متعلق بمحذوف حال من الضمير في حتم "كجد" خبر لمبتدأ محذوف، "حتى" حرف جر بمعنى كي "تسر" فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى، "إذا" مفعول تسر. "حزن" مضاف إليه، و"تسر" في تأويل مصدر بأن المحذوفة مجرور بحتى، والجار والمجرور متعلق بجد.
"ونلو حتى" أي: تالي حتى، تلو مفعول لأرفعن وحتى مضاف إليه، "حالا أو مؤولا" حالان من تلو حتى. "به" متعلق بمؤولا. "المستقبلا" مفعول انصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>