كـ"إبراهيم" و"إسماعيل". وإذا سمي بنحو:"لجام" و"فرند"(١) صرف؛ لحدوث علميته، ونحو:"نوح" و"لوط" و"شتر" مصروفة (٢)، وقيل: الساكن الوسط ذو وجهين، والمحركة متحتم المنع.
وقد يدخل عليه بعض تغيير يسير في الحروف والحركات؛ لتخفيف النطق، أو لتقريبه من الصيغ العربية، وتعرف العجمة بنقل الأئمة، أو بخروج وزن الاسم عن الأوزان العربية للأسماء، مثل إبراهيم، وإبريسم، أو أن يكون الاسم رباعيًا أو خماسيًا مع خلوه من حروف الذلاقة الستة، التي جمعها بعضهم في "مر بنفل"، أو أن يجتمع فيه من أنواع الحروف ما لا يجتمع في الكلمة العربية الصحيحة؛ كالجيم مع القاف؛ مثل: جُرموق، أو مع الصاد؛ مثل: صولجان، أو مع الكاف؛ مثل: سكرجة، وكالراء بعد النون في أول الكلمة؛ مثل: نرجس، والزاي بعد الدال؛ مثل: مهند.
(١) اللجام: ما يوضع في فم الفرس ونحوه. والفرند: السيف وجوهره ووشيه، وهو فارسي معرب، وكل منهما اسم جنس في اللغة الأجنبية، ثم نقله العرب كذلك، ثم استعملوه علما.
ومن ذلك يعرف أن الشرط في منع الصرف: أن يكون الاسم علما في اللغة الأجنبية، ثم ينتقل إلى العربية علما فيها، ولم يشترط بعضهم علميته في اللسان الأعجمي قبل نقله.
(٢) أي لكونها ثلاثية، والشرط في المنع الزيادة على الثلاثة، و"شتر" اسم قلعة بأذربيجان، وفي منع الصرف للعلمية مع العجمة، يقول الناظم:
والعجمي الوضع والتعريف مع … زيد على الثلاث صرفه امتنع
أي أن الاسم العجمي -وضعه وتعريفه- بأن يكون اسما معرفة بالعلمية في لغة العجم، الزائد على ثلاثة أحرف، يمنع من الصرف للعلمية والعجمة. والناظم يرى أن يكون الاسم الأعجمي علما قبل نقله، وقد علمت أن بعضهم لا يشترط ذلك.
* "والعجمي الوضع" مبتدأ أول، ومضاف إليه، من إضافة الوصف لمرفوعه. "مع" ظرف متعلق بمحذوف، حال من الضمير في العجمي؛ لتأويله بالمشتق. "زيد" مضاف إليه. "على الثلاث" جار ومجرور متعلق بزيد؛ لأنه مصدر بمعنى زيادة. "صرفه امتنع" صرفه مبتدأ ثان ومضاف إليه، وجملة امتنع خبر، والجملة من المبتدأ والخبر خبر العجمي.