للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

قد آثَرَ المَطْلَبَ الأَدْنَى وَيفْتَخِرُ

أيُّ المَفَاخِرِ تَرضَى أَنْ تُزَانَ بِهَا ... أَجَهْلُكَ النَّفْسَ جَهْلاً مَا له قَدَرُ

أَمْ بِالجَهَالَةِ منك في شَرِيْعَتِهِ ... كَيْفَ الصَّلاةُ وَكَيْفَ الصَّومُ وَالطُّهُرُ

أَمْ كَيْفَ تَعْقِدُ عَقْدًا نَافِذًا أَبَدًا ... كَيْفَ الطَّلاقُ وَكَيْفَ العِتْقُ يا غُدَرُ

أَمْ افْتِخَارُكَ بِالجَهَل البِسَيْطِ نَعَمْ ... وَبِالمُرَكَّبِ لا تُبْقِي ولا تَذَرُ

تَبًّا لِعَقْلٍ رَزين قَدْ أَحَاطَ بِهِ ... مَعْ الجَهَالَةِ رَيْنُ الذَّنْبِ والغَرَرِ

كَمْ بَيْنَ مَن هُوَ كَسْلانٌ أَخُو مَلَلٍ ... فَمَا لَهُ عَن ضَيَاعِ الوَقِتِ مُزْدَجَرُ

قَدْ اسْتَلانَ فِراشَ العَجْزِ مُرَتَفقًا ... حَتَّى أَتَى المُضْعِفانِ الشَّيبُ وَالكِبَرُ

وَبَيْنَ مَنْ هُو ذُو شَوْقٍ أَخُوْ كَلفٍ ... عَلَى العُلُومِ فَلا يَبْدُو لَهُ الضَّجَرُ

يَرْعَى التّقى وَيَرْعَى من تَحفُظِهِ ... أَوْقَاتَهُ مِن ضَياعِ كُلُّهُ ضَرَرُ

لا يَسْتَريحُ ولا يُلْوي أَعِنَّتَهُ ... عن الوُصُول إلى مَطْلُوبِهِ وَطَرُ

تُلِفْيهِ طَوْرًا على كُتب يُطَالِعُهَا ... يَحْلُو لَهُ مَن جَنَاهَا مَا حَوَى الفِكَرُ

تُلْهِيهِ عن رَوْضَةٍ غَنَاءَ مُزْهِرةً ... أَطْيَارُهَا غَرَّدت والماء مُنْهَمِرُ

وَبَاحِثًا تارةً مع كُلِّ مُنْتَسِبٍ ... يَبْغِي الرَّشَادَ فَلا يَطْغَى وَيَحْتَقِرُ

وَاهًا رَجُلاً فَرْدا مَحَاسِنُهُ ... بِالحَزْمِ والعَزْمِ هَانَ الصَّعْبُ والعُسُرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>