ولى دعاه فقال هل تسمع النداء قال: نعم قال: فأجب. رواه مسلم والنسائي.
وروى أبو داود عن عمرو ابن أم مكتوم أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع وأنا ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هل تسمع النداء قال نعم. قال فأجب فإني لا أجد لك رخصة» فهذا رجل ضرير شكا ما يجد من المشقة في مجيئه إلى المسجد وليس له قائد يقوده إليه ومع هذا لم يرخص له النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة في بيته فكيف بمن يكون صحيح البصر متوفرة الأنوار في طريقه وهو آمن على نفسه وأهله وماله.
ومع ذلك لا يجيب داعي الله الذي خلقه ورزقه وأعطاه وأقناه ووعده إن أطاعه بجميع ما تطلبه نفسه وتمناه، وهدد وتوعد من عصاه واتبع هواه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر» . وأخرج الحاكم في مستدركه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لعنهم الله، من تقدم قومًا وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ورجل سمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب» . وحديث «لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد» روي مرفوعًا وموقوفًا.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع النداء فلم يمنعه من إتباعه عذر قالوا وما العذر قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى» .
وعن معاذ بن أنس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي إلى الصلاة فلا يجيبه» رواه أحمد والطبراني.