فخرج وهو يبتسم ويقول: بارك الله لك فيها ما حملتك وأنا أريد أن آخذ منك شيئًا.
عن بشر بن عبد الله عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: كنا أصحاب الصفة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما فينا رجل له ثوب.
ولقد اتخذ العرق في جلودنا طرقًا من الغبار، إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:«ليبشر فقراء المهاجرين» ثلاثًا.
عن نعيم بن ربيعة بن كعب قال: كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع، حتى يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة.
فأجلس على بابه إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجة. فما أزال أسمعه سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد.
فقال لي يومًا لما رأى من حفتي (أي العناية والخدمة) له وخدمتي إياه، يا ربيعة سلني أعطك. قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك.
فقال: ففكرت في نفسي فعلمت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقًا سيأتيني، قال: فقلت أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به.
فجئته فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ فقلت: أسألك يا رسول الله أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار.
فقال: من أمرك بهذا يا ربيعة؟ فقلت: لا والذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري فعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقًا سيأتيني.
فقلت أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي. قال: فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طويلاً