للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو: {إِنِ الْحُكْمُ} ١؛ فإن الساكن الأول هو النون والساكن الثاني هو اللام، والضمة التي بعد اللام ليست في كلمة اللام؛ لأن اللام كلمة برأسها، وما بعدها٢ كلمة أخرى.

وإنما شرط أن تكون الضمة في كلمة الساكن الثاني؛ لأنه لو كان في كلمة أخرى لم تكن لازمة بالنسبة إلى الساكنين، فكانت كالعارض، نحو: "قَالَتِ ارْمُوا" فلا يعتد بذلك الضم كما لا يعتد بالضم الذي٣ في: "قَالَتِ ارْمُوا".

لا يقال: لو كانت عارضة لم يحتج إلى هذا القيد لخروج مثله عنه بقوله: "لازمة"؛ لأنا نقول لا نسلم عدم الاحتجاج إليه حينئذ؛ لأن ضمة الحاء في: {إِنِ الْحُكْمُ} وإن كانت لازمة للحكم لكنها غير لازمة للساكنين. فإن قالت: الكسرة جائزة في الساكن الأول لالتقاء الساكنين في مثل: {قَالَتِ اخْرُجْ} ٤ و {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ} ٥ فلم لا يجوز في همزة الوصل في مثل هذا المحل، نحو: اقْتُل واخْرُج؟

قالت: لأن همزة الوصل ههنا من الكلمة التي فيها الضمة التي بعد الساكن فكانت أتم لزوما فلزمها الاتباع؛ لئلا يخرج من كسر إلى الضم في كلمة واحدة.


١ الأنعام: من الآية "٥٧".
ويوسف: من الآيتين "٤٠، ٦٧".
٢ في "ق": وما بعده.
٣ في النسخ الثلاث: "التي". والصحيح ما أثبتناه.
٤ سورة يوسف: من الآية "٣١".
٥ سورة الإسراء: من الآية "١١٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>