البارع أن يقف على المعلومات التي تمكنه من الحكم الصائب والنظر الصادق والتوجيه السليم.
وهنا نذكر -مع الأسف- أن أهم ما يميز الصحافة الأجنبية عن الصحافة المصرية إلى يومنا هذا إنما هو صفة التخصص. فالمقال الافتتاحي في صحيفة إنجليزية أو فرنسية إنما يكتبه رجل مختص في نوع الموضوع الذي يخوض فيه المقال الافتتاحي. فإن كان المقال اقتصاديا كتبه شخص اقتصادي، وإن كان سياسيا كتبه شخص سياسي.
رابعا: وهو خلاصة ما تقدم من الصفات، ينبغي أن يكون كاتب المقال الافتتاحي ذا حاسة اجتماعية مرهقة أو قدرة على الانغماس في المجتمع بالغة، وموهبة في الحديث والإيناس والملاطفة، ونحو ذلك من الخصال التي تمكنه من الوقوف على حقيقة الرأي العام.
ولم يعد كاتب المقال الافتتاحي رئيس التحرير، أو المحرر الأول كما كان الأمر في القرن الماضي والجزء الأول من هذا القرن، بل أصبح هذا المقال معبرا عن سياسة الصحيفة، كما أن اختيار الموضوع يتم في اجتماع مجلس التحرير، ثم يعهد إلى محرر متخصص أو أكثر بكتابة الافتتاحات التي قد تدور حول السياسة أو الفن أو الرياضة أو الاقتصاد أو الأدب، أو قد تكون مختارات منوعة من هذه الموضوعات جميعا.