للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المَحْفُوفَةُ: مِنْ حَفَّ فُلانٌ فُلانًا بكذا إذا أَحاط بِهِ. وفي المَثَلِ: مَنْ حَفَّنا أو رَفَّنَا فَلْيَقْتَصد، أو فَلْيترك. أي (١): مَنْ طافَ بنا واعتنى بِأَمْرِنا وخدمنا (٢).

ومِنْه قَوْلُهم: ما لَهُ حافٌّ ولا رافٌّ، وذَهَبَ مَنْ كان يَحُفُّهُ أو يَرُفُّهُ (٣)، و {حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} (٤)، أي: مُحْدِقين بأحِفَّتِهِ، أي: جوانِبِهِ (٥).

سُمِّيَتْ بِها؛ لأنَّها مَحْفُوفة بالملائِكةِ الكِرَام، مُحَاطةٌ بالعِنايَةِ التي لا غايَةَ بَعْدَها إلى يَوْمِ القيامِ، محفوظَةً مِنَ المكارِهِ والمَخَاوِفِ والأوْجال، على أبْوَابِها ملائِكَةٌ لِئلَّا يَدْخُلها الطَّاعُونُ ولا الدَّجَّال، قد ضَمِنَ الله بالحِفْظِ والكلأ دُورَها وحصونَها، ووكَّلَ على أبوابها ملائِكة يَحْرُسُونَها، فَشُرُورُ الجبابِرَةِ عنها مصروفَةٌ مكفُوفة، وَسُورُها وقُصُورُها بِملائِكَةِ الرَّحْمَنِ مَحْفُوفُة.

المُخْتَارَة: المُجْتَباةُ مِنْ قولهم: اختارَهُ إذا اصطَفَاه، ويُقَال: اخْتَرتُهُ للرِّجال، واختَرْتُهُ مِنَ الرِّجال، واخْتَرْتُهُ على الرِّجالِ، كُلُّ ذلك بِمَعْنَى (٦).

والاسْمُ: الخِيرَةُ بالكَسْرِ، والخِيَرَةُ كَعِنَبَةٍ، والاسم من الاخْتِيار الخِيارُ (٧)، والمُخْتَارَةُ - أَيْضًا - مَحَلَّة كبيرَةٌ بِبَغْدَاد (٨)، والمُخْتَارُ - أيضًا - لكن بِغَيْرِ هَاءٍ، قَصْرٌ كان بسامرَّاء للمتوكل، قالوا قد أَتْقنوا الصُّنْعَ في بنائها وزَخْرَفَتها، وُجد على حائِطٍ من حِيطانِها بَعْدَ تَهدُّم بنيانه:


(١) المثل في فصل المقال ص ٣١، جمهرة الأمثال ٢/ ٢٢٩.
(٢) أي: فليُمسك فقد استغنينا، أو: فلا يغلونَّ في ذلك. راجع المصدرين السابقين.
(٣) القاموس (حفف) ص ٨٠١.
(٤) سورة (الزمر): آية ٧٥.
(٥) المجاز لأبي عبيدة ٢/ ١٩٢.
(٦) القاموس (خير) ص ٣٨٩.
(٧) القاموس (خير) ٣٨٩.
(٨) معجم البلدان ٥/ ٧١.