للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم مَنْ يُسَكِّنُ الميمَ في قولكَ: ضَرَبَكمْ، ولَهمْ وعَلَيْهم (١) وبهمْ، في الوَصْلَ (٢).

ومن رَأى حَذْفَ الواوِ والياءِ في الوصلِ، في هذا النَّحْوِ، أَسْكَنَ الميمَ في الوَصْلِ (٣) فقالَ (٤): ضَرَبَكُمْ عندنا، و ﴿رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ (٥). ولم يجعلوا (٦) الميمَ في الوصلِ كالهاءِ في عَلَيْهِ؛ لأنَّهم لو حركوا الميم لأدَّى ذلكَ إلى توالي خمسةِ أحرفٍ متحرِّكةٍ في نحو (رُسلُهم بالبَيّنَاتِ) وذلكَ ممّا رَفَضوهُ في كلامهم، فرَفَضوا هذا التّحريكَ المؤدي إليه. كما لم يَخْرِموا "مُتَفَاعِلُنْ" في الكاملِ لمَا كانَ (٧) يؤدِّي إليهِ من الابتداءِ بالسّاكنِ، ولم يفعلوا ذَلَكَ في "إذا هيْ" في قولِ مَنْ قالَ (٨):

[١٦] فَإذَا هيْ بعِظَامٍ وَدَمَا (٩).


(١) س: "ضربهم ولكم وعليكم".
(٢) سقطت "في الوصل" في غير الأصل. ت، و "بهم في الوصل" في.
(٣) سقطت في الوصل في ت.
(٤) غير الأصل، ف: "فيقول".
(٥) تردد قوله تعالى ﴿رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ كثيرًا، انظر مثلًا الآيات: ١٠١/ الأعراف ٧، ٧٥/ التوبة ٩، ١٣/ يونس ١٠، ٩/ إبراهيم ١٤، ٩/ الروم ٣٠، ٢٥/ فاطر ٣٥.
(٦) ي: "ولم يجعل".
(٧) سقطت "كان" في ك.
(٨) الأصل: "على من قال" وما أثبته في غيره، وهو أولى.
(٩) لم ينسبه أحد لقائل معين. وتمامه برواية القيسي:
فقدته فأتت تطلبه … فإذا هي بعظام ودما
والشاهد فيه اسكان الياء من "هي" ضرورة؛ لأن هذه الياء تلزمها الحركة فيجوز حذفها للاستغناء بالكسرة عنها. أنظر: القيسي ٧٨ و، الحجة ١٠٠، المخصص ٦/ ٩٣، ابن يعيش ٥/ ٨٤، اللسان (برغز) ٧/ ١٧٥. وفي الأخيرين روى بتمامه برواية "غفلت ثم أتت … ".

<<  <   >  >>