للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونَقَلْتُ من كتاب المَلَاحِم والفِتَن، تأليف نُعَيْم بن حَمَّاد (١)، ممَّا رَواهُ عنهُ أبو بَكْر بن أبي مَرْيَم، وأنْبَأنَا عَبْد العَزِيْز بن الحُسَيْن، قال: أخْبَرَتْنا به الحُرَّة عَفِيفَة بنتُ أحمد، قالت: أخْبَرَتْنا فاطِمَة، قالت: أخْبَرَنا ابن رِيْذَة، قال: أخْبَرنا الطَّبَرَانِيّ، قال: أخْبَرَنا المُرَاديّ، قال: حَدَّثَنَا نُعَيْم، قال: حَدَّثَنا أبو عُمَر، عن ابن لَهِيْعَة، عن عَبْدِ الوهَّاب بن حُسَين، عن مُحمَّد بن ثَابِتٍ، عن أبيهِ، عن الحَارِث، عن عَبْد اللهِ، قال: لا يَنْجُو من بلِيَّتها (a) إلَّا مَنْ صَبَر على الحِصَارِ، والمَعْقِلُ من السُّفْيَانِيّ بإذْن اللهِ ثَلاث مُدُنٍ للأعَاجم ناحيَة الثُّغُور: مَدِينَة يُقالُ لها أَنْطاكِيَة، ومَدِينَة يُقالُ لها قُورُس، ومَدِينَة يُقالُ لها سُمَيْسَاط، والمَعْقِل من الرُّوم جَبَلٌ يُقالُ لهُ المُعْنِقُ (b).

وقال: أخْبَرنا أبو عَبْد الله نُعَيْم بن حَمَّاد المَرْوزِيّ (٢)، قال: حَدَّثَنا أبو عُمَر؛ صاحبٌ لنا من أهْلِ البَصْرَة، قال: حَدَّثنا ابنُ لَهِيْعَة، عن عَبْد الوهَّاب بن حُسَين، عن مُحمَّد بن ثَابِت، عن أبيهِ، عن الحَارِث الهَمْدَانِيّ، عن عَبْد اللهِ بن مَسْعُود، عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، قال: يكُون بين المُسْلِمِيْن وبين الرُّوم هُدْنَةٌ وصُلْحٌ حتَّى يقاتلُوا معهم عَدُوًّا لهم، فيُقاسمُونَهم غنائِمَهُم، ثمّ إنَّ الرُّوم يَغْزُونَ مع المُسْلِمِيْن فَارِس، فيَقتلُونَ مُقاتلتَهُم، ويَسْبُونَ ذَرَاريَهُم. فتَقُول الرُّومُ: قَاسِمونا الغَنائِم كما قاسَمْناكُم، فيُقاسِمُونَهم الأمْوَال وذَرَاري المُشْرِكين، فتقُول الرُّومُ: قاسِمُونا ما أصَبْتُم من ذَرارِيْكُم، فَيَقُولُونَ: لا نُقاسِمكم ذَرارِي المُسْلِمِيْن أبدًا، فَيَقُولُونَ: غَدَرْتُم، فتَرجعُ الرُّومُ إلى صَاحبهِم بالقُسْطَنْطِينِيَّة، فَيَقُولُونَ: إنَّ العَرَبَ غَدَرَتْ بِنا، ونحنُ أكثَرُ منهم عَدَدًا، وأتَمّ منهم عُدَّة، وأشَدّ منهم قوَّةً، فأمدّنا نُقاتلْهُم. فيقُول: ما كُنت لأغْدرَ بهم وقد كانت لهم


(a) كتاب الفتن: بليّها.
(b) في كتاب الفتن حيثما ترد تاليًا: المُعْتَق.

<<  <  ج: ص:  >  >>