للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقيل لعَبْد اللهِ بن عَمْرو: وما سَيْفُ الله ورُمْحُهُ؟ قال: سَيْفُ المؤمن (a) ورُمْحُهُ حتَّى يَهْلكَ الرُّوم جميعًا، فما يَنْفَلتُ منهم مُخَبِّرٌ (b). ثمّ يَنْطلقُونَ إلى أرْضِ الرُّوم، فيَفْتَحُونَ حُصُونَها ومَدَائِنَها بالتَّكْبير، ثمّ يأتُوا مَدِينَة هِرَقْل، فَيجِدُوا خَلِيجها بَطْحَاءَ، ثمّ يَفْتحُونها بالتَّكْبير، ثمّ يأتُوا فيُكَبِّرُون الله تَكْبيرةً فتُسْقِط جدارًا من جُدُرٍ بها، ثمّ يُكَبِّرُون تكْبيرةً أُخرى فتُسْقِطُ جدارًا آخَر، ثمّ يُكَبِّرُون تَكبيرةً أُخْرى فتُسْقط جدارًا آخر، ثمّ لا يَبقَى جدَارُها البَحْريّ إلَّا سَقَط (c)، ويَسِيرونَ إلى رُوْميَةَ فيَفْتَحُونَها بالتَّكْبير، فيَكيلونَ بها غَنائمهم كيلًا بالفَرَايق (d).

قال أبو الحُسَيْن بن المُنَادِي (١): وحَدَّثَنَا علىّ بن دَاوُد، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ابن صالح، قال: حَدَّثَني اللَّيْثُ بن سَعْد، قال: حَدَّثَنِي أبو قَبِيل المَعَافرِيُّ، عن عَبْدِ اللهِ بن عَمْرو، أنَّهُ قال فيما كان يسأل عنه من المَلَاحِم (٢): إنَّ رَجُلًا من أعْداء المُسْلِمِين بالأنْدَلُس، يُقالُ لهُ: ذُو العُرْف، يَجْمَعُ من قَبائل الشِّرك جَمْعًا عَظيمًا، فَيَعْرف مَن بالأنْدَلُسِ أنّه لا طَاقَة لهم بهِ، فيَهْرب أهْل القُوَّة من المُسْلِمِينَ في السَّير (e)، فيَجُوزُون إلى طَنْجَة، ويَبْقَى ضَعَفَة المُسْلِمِين وجماعَتُهُم ليسَ لهم سُفُنٌ يَجُوزُونَ فيها، فيبعَثُ اللهُ لهم وَعْلًا يُبَيِّنُ لهم الأرْض في البَحْر، فيجُوزونَ، فلا يُبْطِنُ الماءُ أظْلَافَهُ فيَفْطُنُ لهُ النَّاسُ، فيقُولُ بعضُهُم لبعضٍ اتَّبِعُوا الوَعْلَةَ، فيجُوز النَّاسُ كُلّهُم على أثرِه، ثمّ يرجع البَحْر قَلًّا على ما كان عليهِ قبل ذلك، ثمّ يجُوز العَدُوّ في المَرَاكبِ، فإذا أحَسَّهُم أهْلُ إفْرِيقِيَّة هربُوا كُلّهم مِن إفْرِيقِيَّة، ومعهم مَنْ كان بالأنْدَلُس من المُسْلِمِيْن، حتَّى يَقْتَحمُون الفُسْطَاط هَرَبًا من ذلك العَدُوّ،


(a) ابن المنادي: سيفه المؤمنون.
(b) ابن حماد: إلا مخبر.
(c) ابن حماد: ويبقى جدارها البحري لا يسقط.
(d) ابن المنادي وابن حماد: بالغرائر.
(e) كذا في الأصل وفوقه: "صح"، وفي كتاب الفتن: السفن.

<<  <  ج: ص:  >  >>