للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله الزُّهْرِيِّ، قال: دَخَل زَيْد بن عليّ مَسْجِدَ رسُول الله صَلّى اللهُ عليه وسلّم نصْف النَّهَارِ في يوْمٍ حَارٍّ من باب السُّوق، فرَأى سَعْدَ بن إبْراهيم في جَمَاعَةٍ من القُرَشِيِّيْن قد حان قيَامهم، فقَامُوا فأشَارَ إليهم، فقال لهم سَعْد بن إبْرَاهيم: هذا زَيْد يُشِير إليكم فقُوموا له، فقامُوا، فجاءهمِ فقال: أي قَوْم، أنتُم أضْعَفُ من أهْل الحَرَّة؟ فقالوا: لا، فقال: فأنا أشْهَدُ أنَّ يزِيدًا ليس شَرًّا من هِشَامِ بن عَبْد المَلِك فما لكم؟ فقال سَعْدٌ لأصْحَابهِ: مُدَّةُ هذا قَصِيرةٌ، فلم يثبُتْ أنْ خَرَج فقُتِلَ.

قال: وحَدَّثنا الزُّبيرُ، قال: حَدَّثَني مُحَمَّد بن يَحْيى، عن عَبْد الكَريم بن شُعَيْب الحَجَبِيّ، قال: أقْبَل زَيْد بن عليّ بن حسَيْن فدَخَل المَسْجِدَ وفيه نَفَرٌ من قُرَيْشٍ قد لَحقَتهمِ الشَّمْسُ في مَجْلِسهم، فقامُوا يُريدُونَ التَّحَوُّل، فلمَّا توسَّط زَيْد المَسْجدَ خاف أنْ يفُوتُوه فحصَبَهمِ فوقَفُوا، فقال لهم: أقَتَل يَزِيد بن مُعاوِيَةَ حُسَيْن بن عليَّ؟ قالوا: نَعَم، قال: ثمّ ماتَ يَزِيد؟ قالوا: نَعم، قال: فكأنَّ حَيَاة ما بينَهما لَم تكُن. قال: فعِلمَ القَوْم أنَّ زَيْدًا يُريد أمْرًا.

أنْبَأنَا ابن طَبَرْزَد، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن السَّمَرْقَنديّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن هِبَة الله، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن الحُسَين، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الله بن جَعفَر بن دَرَسْتَوَيْه، قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيان (١)، قال: حَدَّثَنا ابن إِدْرِيس، عنِ القَاسِم بن مَعْنٍ، قال: خَرَج أبو حَصِين -وفي نُسْخَة أُخْرى: أبو كَبِير- وهو يضْربُ بَغْله (a) وهو يَقُول: الحمدُ للهِ الّذي سَار بي تحتَ رَايات الهُدَى.

قال: وحَدَّثَنا يعقوب (b)، قال: حَدَّثَنَا عُثْمان بن أبي شَيْبَة، قال: حَدَّثَنَا


(a) المعرفة والتاريخ: نعله.
(b) في كتاب المعرفة والتاريخ ٣: ٧٩٦: من أشد الناس قولًا في نهي علي!.

<<  <  ج: ص:  >  >>